الشاعر المغربي / خالد صابر يكتب قصيدة تحت عنوان " هَلْ تَوَقَّعْتُ" 


الشاعر المغربي / خالد صابر يكتب قصيدة تحت عنوان " هَلْ تَوَقَّعْتُ"


هَلْ تَوَقَّعْتُ أَنْ أسْتَيْقِظَ صَبآحَ ذَلِكَ اليَوْم ، وَ لآ أجِدُنِي…


طَبْعًا لآ،  لَمْ أتَوَقَّعْ ذَلِكَ إطْلآقًا…


وَ مَنْ مِنّآ يآ صَدِيقِي يَتَوَقَّعُ أنْ لآ يَكُونَ يَوْمًا مِنَ الأَيّآم…


مَنْ مِنّآ يَتَوَقَّعُ أنَّ الشَّمْسَ سَتَجْرُؤُ  ذآتَ صبآحٍ أنْ تُشْرِقَ عَلَى كَوْكَبٍ هُوَ لَيْسَ فِيِه، …وَ أنْ تَجْرُؤَ عَلَى مُلآمَسَةِ أهْدآبِ مَجَرَّةٍ  هُوَ لَيْسَ مِنْ بَيْنِ مَنْ يَسْبَحُونَ فِي مُحِيطِ جَذْبِهَا، وَ يَهِيمُونَ فِي غَوْرِ نَبْضِهَا … وَ لَيْسَ مِنْ بَيْنِ مَنْ يُغآزِلُونَ شَقِيقآتِهآ النَّجْمآت ، وَ يُنآجُونَ عَشِيقَهَا الخَجُول ، القَمَر…


مَنْ مِنّآ يَقْدِرُ…

، حَتَّى، لَوْ رَغِبَ فِي ذَلِكَ وَ أرآد

أَنْ يَتَخَيَّل كَيْفَ سَيَكُون…حِينَ  أَنْ لآ يَكُون


وَ هُنآ لآ أقْصِدُ ، يآ رَفِيقَ البَوْحِ وَ تَوْأَمَ  الجُرْحِ، اسٌتِحآلَةَ تَخَيُّل مآ سَيَكُونُ عَلَيْهِ جَسَدِي الفآنِي هَذآ…


فَهَذآ الكُومُ مِنَ الذَّرّآت سَيُنَفَّدُ فِيهِ حُكْمُ الإفْنآء بَعْدَ صُدُورِ قَرآرِ الفَنآء فَوْرًا…سَيَبْدَأُ العَدَمُ حآلًا بِالهَدْم…بِالسَّطْوِ، وَ بِالقَضْمِ مِنْ جَسَدِي المآدي هَذآ…قِطْعَةً قِطْعَة، عُضْوًا عُضْوآ، ذِكْرًى ذِكْرَى…حَتَّى نِهآيَةِ اللآنِهآيآت…


صُورَةُُ سُورِيآلِيَّة اللَّحْظَة، غرآئِبِيَّة المَشْهَد…

كَلَحْظَةِ انْحِسآرِ المَوْج عَلَى ضِفَّةِ شآطئٍِ عَتِيقٍ مَهْجُور…حَيْثُ يَهْرَعُ التَّفَرُّق وَ يَتَسآرَعُ التَّمَزُّق…وَ حَيْثُ يَتَفَرَّقُ المُجْتَمِعُ وَ يَتَمَزَّق ، وَ يَتَجَزَّأُ المُكْتَمِلُ وَ يَتَشَقَّق…


 إنَّهُ رُجُوعُ القَهْقَرَى…

إلىَ أقْدَمِ تَرْنِيمَةِ وُجُودٍ مُمْكِنَة،  تَمآمًا مِثْلَ تَسْرِيعِ لَقَطآتِ الفِيلْمِ السينمائِي إلىَ الوَرآء…رُجُوعُُ عَكْسِيُُّ فِي  مَسآرِ وَ مَدآرِ الزَّمَن …أمْ تَرآهُ  وُلُوجُُ رَأْسِّي إلىَ بُعْدٍ وَ زمنٍ  آخَر…


 يآتُرَى…

مآ الذِي سَيَتَبَقَّى مِنْ كُلِّ مآ هُوَ  أنآ يآ شَبِيهِي…

مآ الذِي سَيَتَبَقَّى مِنْ آلَةِ الحَيآةِ الخآرِقَة هَذِه

بِكُلِّ أعآجِيبِهَا المِيكآنِيكِيَّة، وَ بَرْمَجآتِهآ الذَّكِيَّة

بِكُلِّ دَهآلِيزِهآ المِيكرُوسكُوبِية، وَ رَدْهآتِهآ الفيزيآئِيَّة اللآمَنْظُورَة

  


يآتُرَى…

مآ الذِي سَيَتَبَقَّى

مِنْ هَذِهِ السَّفِينَةِ العآبِرَةِ لِتُخُومِ الزَّمَن

المُوغِلَةِ فِي ظَلآمِ وَ رِمآلِ جُفُونِ الكَوْن


لَنْ يَتَبَقَّى…

شَيْءُُ يُذْكَر


سَتُجَزِّأُ…

وَ تُمَزِّقُ عَوآمِلُ التَّعَفُّنِ هَذآ الجَسَدَ الفآنِي

وَ سَتُشَتِّتُهُ فَوآعِلُ الإنْشِطآرِ ، وَ قَوآنِينُ الإِنْهِيآر

وَ سَتُذْرِيهِ رِيآحُ التَّحَلُّلِ وَ التَّحَوُّلِ لَيْلَ نَهآر

وَ تُجْلِيهِ سُحُبُ النِّسْيآن نَحْوَ هآوِيَةِ الإنْدِثآر…


سَيَجِفُّ…

نَهْرُ  مآءِ الحَيآةِ القآنِي

فِي نُجُوعِ جَسَدِي المُتَدآعِي

وَ سَتَتَصَحَّرُ  مَعَ مَرُورِ الليآلِي وَ النَّيآزِك

مُرُوجُ الرَّيْعآنِ وَ العُنْفُوآن

فِي رُبُوعِ جِسْمِي المُتَهآلِك


سَأتَّحِدُ…

أَخِيرًا…

مَعَ اللآشَيْءِ وَ النُّقْصآن


لَنْ يَخْلُدَ…

ذِكْرُُ  أَوْ  أثَر

مِنْ صَلْدِ هَذآ العُمْر


لَنْ يَصْمُدَ…

لَحْنُُ أَوْ شَجَن

مِنْ رِيحِ هَذآ الوَطَن


لَنْ يَتَبَقَّى…

بَعْدَ هَجْمَةِ النُّورِ الأخِيرَة

عَلَى رَتْقَةِ عَيْنآي الصَّغِيرَة

سِوَى كُومَةِ عِظآمٍ، وَ جَذْوَةِ رُكآمٍ

تَشِي بِسآلِفِ وُجُودٍ ، وَ آنِ أوْهآم…


جَسَدِي المُسْتَبآح…

لَنْ يَسْتَنْشِقَ ذَلِكَ الصَّبآح

لَنْ يَعْتَرِفَ بِالكَوْنِ، وَ لَنْ يُصآفَحَ الشَّمْسَ

لَنْ يَعْزِفَ عَلَى أيِّ مِفْتآح…


سَتَنْطَفِئُ عَيْنآي…

وَ سَأسْكُتُ ذَلِكَ الصَّبآح

عَنْ كُلِّ الوُجُودِ المُبآح


سَأُعآنِقُ …

تُرآبَ الخَلْق

وَ أرْجِعُ القَهْقَرَى

كَجَيْشِ مَغُولٍ يُرآوِغُ الهَرَبَ وَ العِدَى


سَأنْكَفِأُ…

إِلَى مَجآهِلِِ الصِّفْر

إِلَى مَشآتِلِ  البَدْء، وَبَوّآبآتِ السَّفَر


قَدْ أصِيرُ…

طِينَ خَلْقٍ آخَر

وَ قَطْرَةَ عِشْقٍ آخَر


قَدْ أُمْسِي…

غَيْمَةَ مَطَرٍ آخَر

وَ أسْرَحُ مَعَ نَجْمِ شَمآلٍ آخَر


وَ قَدْ  أُمْطِرُ…

فَجْرًا، عَلَى صَخْرٍ

وَ أغُوصُ بَرًّا، وَ أتَشَكَّلُ زَهْرًا

وَ أقُولُ شِعْرًا، وَ  أسْجُدُ نَصْرًا

وَ أقْطِفُ نََجْمَةً أُهْدِيهآ لِعِشْقٍ آخَر


قَدْ أسْتَنْشِقُ…

صُبْحًا زآهِيًا آخَر

فِي بُعْدٍ ، وَ بَعِيدٍ آخَر


لَكِنْ سآعَتَهآ…

هَلْ سَأعْرِفُنِي

هَلْ سَأعْرِفُ ذَلِكَ الأنآ-الآخَر الرَّبِيب،


هَلْ سَأبْتَسِمُ 

فِي وَجْهِ ذَلِكَ الغَرِيب؟


شعر خالد صابر


دبلن، ٢١ يونيو ٢٠٢٢






Share To: