الأدبية المصرية / نجلاء محجوب تكتب نصًا تحت عنوان "كتف مسافر"
حبي مثل طائر ودود على كتف مسافر، بِئْرٍ عميق من الجفا أحببت، قلبه شق صخرٍ سقطت فيه مدينة من النساء، لو سُكِبت انهار محبتي في شرايينه ما برأ، شَارِبٌ من خمرهن حد الثمالة، وعقله يهرول وراء ذاك الجمال أو ما خيل له، سَكْرَانٌ بسحرهن وبعذب الكلمات،
غابت محبته دون رجوع، والشوق هاجر خافقه، ثمة تعلق بغائب يحرق خافقي، لم يلتفت ليد عانقت يداه حتي وهنت قبضتها بِيَدٍ أصرت على التحرر والتعلق بأخريات، صار الحضور بقلبه غائبا، و لا يعرف الشوق الذي كان، لقلبه سَبِيلًا، و عندما انقطعت السبل وجفا دون رجوع، عاد للقلب صحوته، ورآه بعين العقل غَادِرًا دون قناع، بعدما أضنتني ليال الفراق و الانتظار، وطعنني خنجر التعلق، وسكبت مع تلك الجراح دموع ليالٍ و ليالٍ، والآن بعدما أشرقت من جديد، جاء معتذرًا، بعدما فارق محراب الهوى بلا أسباب أو كلمة.. سأعود، أنه زرع باهتمامه محبتي و اقتلعها بهجره و جفاه، احتضرت محبتي على مرآه ومسمعه ولم يحرك سَاكِنًا، ليالٍ قضيتها انتظر غائبًا لا يعود، يشق النهار العتمة والشوق مستيقظ يشق معه أوصال قلبي وأضلعي، هان الحب مثلما هانت محبتي، و بعدما رأيته مثل قنديل يضيء لغيري، وينطفئ وهجي يَوْمًا بعد يومٍ، حتي ذبلت مثل زهر أماته الإهمال، عاد غريبًا مثل أول لقاء كان بيننا، الآن وإن عاد معتمرًا إلي محراب هَوَىَّ يرجو الخلاص، أنا لن اعود، هذا القلب لم يعد آمَنًا مثلما كان، تتساقط الكذبات من معطفه أينما مر أو جلس، و عيناه لم تعد بذلك البريق الذي رأيته من قبل، جف بها الصدق مثل نهر مهمل يلقى فيه نفايات الحي.
الأدبية المصرية / نجلاء محجوب تكتب نصًا تحت عنوان "كتف مسافر"
Post A Comment: