الكاتبة الصحافية المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "الرُهاب الاجتماعي" 


الكاتبة الصحافية المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "الرُهاب الاجتماعي"


يتعرض الكثير من البشر لتلك الأزمة بفعل عدم التفاعل مع المجتمع بشكل كافٍ فيَتملَّكهم الرُهاب الاجتماعي والذي يزداد بمرور الوقت حتى يصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصياتهم ولا يتمكنون من التخلص منه ولو بمزيد من المحاولات ، وهو عبارة عن خوف من التعامل مع مختلف أنواع البشر فيصير الفرد منهم انطوائياً ، منعزلاً ، غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية مع بني البشر ، فيصيبه داء الوحدة حتى يُفضِّله ولا يرتاح سوى بمفرده ولن يلاحظ أحد ذلك مطلقاً أو يُعدَّه مشكلة وسوف يتوقعون أنه يُحبِّذ العزلة ليس أكثر من ذلك ، فالانخراط في المجتمع يجب أنْ يتحقق بشكل تدريجي بحيث يصبح المرء قادراً على التكيف معه مع الحفاظ والإبقاء على القيم والمبادئ التي ترعرع عليها منذ الصِغر ، فذلك الاندماج لن يُغيِّر منه شيئاً البتة ولكنه سوف يساعده على تطوير شخصيته نحو الأفضل ، ويُزيد من نبوغه وقدرته على اكتشاف مواهبه ومهاراته المختلفة التي يتعرف عليها من خلال المشاركة مع زملائه في شتى مجالات العمل في الحياة ، فيجب أنْ ننأى بذاتنا عن التعرض لذلك المأزق الفتاك لأنه سيمثل داءً يُلازِمنا طيلة حياتنا دون القدرة على تقليصه أو الخلاص منه وقد يجعل الشخصية مضطربة ، مُذبذَبة ، غير متزنة ، لا تتمكن من التعبير عن ذاتها في بعض الأحيان وقد يُحدِّث ذلك خللاً في أحد جوانبها رغماً عن إرادة الجميع ولهذا علينا اللحاق بأبنائنا قبل أنْ نضطر أو نلجأ للعلاج النفسي الذي نحن في غنى عنه تماماً ، ولتفادي تضخم تلك المشكلة يقع على الأبوين دور كبير في تلك المهمة الشاقة حتى يُنقِذوا أبناءهم من التورط في تلك القضية المُؤزِّمة التي ستسيطر على شخصياتهم للأبد إنْ لم يتدخلوا في الوقت المناسب ، فإنْ كان التركيز شديداً مُنصبَّاً عليهم في كل فترات حياتهم فلن يقعوا أو يتعرضوا للإصابة بهذا المرض المُزمِن فكل تلك الأمور تقع على عاتق الأسرة منذ بداية الأمر فهي أساس تكوين شخصية المرء ، فالاهتمام بالطفل والقدرة على تنمية مواهبه ستُكْسِبه شخصية مثالية مُؤثِّرة في المجتمع فيكون نافعاً له على المدى البعيد ولا يظل عالةً عليه طيلة حياته ، يعتمد على الاستهلاك فقط والاتكالية على الغير دون القدرة على استغلال قدراته ومَلكاته المتنوعة التي حباه الله إياها فيكون عَلماً من أعلام الدولة ويرتفع شأنه في مجتمعه ويرتقي ويصير شخصية مرموقة بل ويبتعد عن كل تلك الأمراض التي قد تداهمه بفضل الانعزال عن إيجاد دوراً فعالاً نافعاً له داخل مجتمعه ، فباتباعهم لذلك النهج يحافظون على أنفسهم من استغلال البشر لهم في أمور سيئة لا تتلاءم مع مبادئهم السوية التي أُنْشِئوا عليها منذ الصغر وقد يقذفون بهم في درب خاطئ دون دراية أو رغبة منهم فتضيع حياتهم بشكل مُطلَق ...




الكاتبة الصحافية المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "الرُهاب الاجتماعي" 


Share To: