الكاتبة المغربية / نهيلة مذكوري تكتب : اترك بصمتك بأخلاقك
إن كل إنسان منا يسعى لعيش حياة هادئة بعيدا عن المشاحنات و الخصام، لكن سبل الوصول إلى هذا الهدف تختلف، و لهذا سنتطرق إلى الحديث عن حسن معاملة الناس، و الذي يعتبر فضيلة من الفضائل و أحد أفضل الطرق لعيش حياة جميلة كإنسان يقدره الجميع و يحترمه... فالتعامل مع الناس صار فنا يحرص الناجحون على تطبيقه لإتقان تعاملهم مع من حولهم. و فيما يلي بعض أهم خطوات حسن التعامل:
¤ حسن كلامك مع الناس: يجب أن ننتبه دائما إلى كلماتنا، و نفكر قبل أن نتفوه بها، لأن الكلمة الجارحة يظل أثرها في قلب المتلقي و يظل صداها يتردد في أذنيه طول حياته، حتى لو تناسى الأمر، لكنه سيتذكرها كلما أتى موقف أشعره بالسوء. و ذلك بعكس الكلمة الطيبة التي تشبه الثمرة، فيظل أثرها الجميل في النفوس و ينتفع بها كل مستمع، حيث تؤدي إلى صفاء القلوب و إحساسها بالطمأنينة... فالكلمة لها أثر سحري، يمكن أن تنهي حزن شخص و تجعله يبتسم من أعماقه، كما يمكن أن تكسر خاطر أحدهم و تجعله يبكي بكل حرقة...
¤ كن منصتا جيدا ثم متكلما: تعلم أن تنصت للناس، سواء كانوا في حاجة إلى ذلك، أم كنت تجلس في مجلس عادي، دعهم يكملون حديثهم و لا تقاطعهم، سيحترمونك وقتها كثيرا، و حين يكملون عرض وجهات نظرهم وقتها تكلم و قل ما لديك، و حتى لو قاطعك أحدهم لا تأبه له و لا تفعل مثله، فكل يتصرف حسب الشيء الذي يؤمن بأنه أخلاقي... الناس دائما يبحثون عن شخص أهل للثقة، شخص يفهمهم و يحس بهم، فكن أنت هذا الشخص، و اخلق السعادة في حياة من تلقاهم.
¤ حافظ على أسرار الشخص حتى و إن لم تعد علاقتك به جيدة: إن الخصام بينك و بين شخص ما لا يعني أن تفشي جميع أسراره التي أخبرك بها... حافظ على سره حتى و إن لم يعد هناك علاقة تجمعكما، فلا تنس أن السر أمانة لديك، و لا تنس أنه وثق بك حينما أخبرك به... فاجعل من نفسك محط أمان و ثقة يعترف به كل إنسان حتى لو كان من ألذ أعدائك... و لا تنس أنك من أمة محمد عليه الصلاة و السلام الذي لقب ب "الصادق الأمين".
¤ الزم حدودك و لا تتجاوزها، كما لا تسمح لأحد بتجاوز حدوده معك: "من أجمل أنواع المعرفة، معرفة حدودك." ، فلا تتدخل فيما لا يعنيك، و لا تسأل أسئلة لا شأن لك بها، أو تدخل في تفاصيل لا تخصك في شيء و إنما تخص حياة شخص ما، لأنك إذا فعلت ذلك سيفر منك الناس، و لا أحد سيحب مجالستك، ستجدهم دائما يتحججون للهروب منك و من أحاديثك، لأنك تصير بمثابة مصدر إزعاج لهم...
و بنفس الطريقة، إذا حاول أحد فعل ذلك معك، لا تسمح له، لأن اتخاذ قرارات حياتك و روابطك هو من حقك وحدك و ليس من حق أحد آخر، اشرح ذلك بطريقة لبقة تنم عن حسن خلقك.
¤ لا تحتقر أحدا أو تقلل من شأنه: لكل منا خططه في هذه الحياة، و كل منا يعيش حياته بشروطه هو، و حسب الظروف التي تطوقه... لذلك لا تحتقر أحدا، و لا تقلل من شأن شخص ربما ظروفه لم تساعده ليصل إلى مبتغاه، فلا أحد يختار مصيره... شخص كل ما يمكن أن يفعله هو الكفاح في سبيل تحقيق أهدافه، و عدم الاستسلام لمصاعب الحياة... فإذا حدث و صادفت شخصا كهذا، كن له سندا، ادعمه حتى لو بتشجيعه و تقديم النصح له، و خذ بيده حتى لا تسمح بسقوطه... سيصير ممتنا لوقوفك بجانبه، فالجميع يبحث عن شخص يتفهمه و يشد عضده، الجميع يود لو يعثر على هذا السند... فكن دائما من يرفع معنويات الأشخاص، لا من يحطمها.
¤ تقبل الناس بعيوبها: إذا رأيت عيبا في أحد ما لا تضحك، فأنت لست خال من العيوب... لذلك تقبل الناس بعيوبها و تجاهل كل ما تراه، فنحن لسنا ملائكة، نحن إنسان، و لا بد من وجود العيب في الإنسان... لذلك ابتسم دائما في وجه أخيك، و لا تتحدث بعيوبه. و لا تنس أنه كما تدين تدان، إن سخرت منه، سيأتي أحد و يسخر منك. و مثلما لا تحب أن يتنمر عليك أحد و يجعلك محط سخرية، فالآخر تنطبق عليه نفس القاعدة... فتقبل تكن محبوبا.
إن سمو الأخلاق و حسن المعاملة يساهم في ازدهار الأمة، فهذا عالمنا نحن، إن لم نصلحه نحن، من سيفعل؟! كل ما نقوم به سيؤثر عليه، إن كنا أخيارا سيكون بخير، أما إن كنا أشرارا سيسود الشر و لن يعيش أحد بسلام.
الكاتبة المغربية / نهيلة مذكوري تكتب : اترك بصمتك بأخلاقك
Post A Comment: