الأديب الفلسطيني / فايز حميدي يكتب قصيدة تحت عنوان "شيرين ..على درب الخلود" 


الأديب الفلسطيني / فايز حميدي يكتب قصيدة تحت عنوان "شيرين ..على درب الخلود"


بمناسبة مرور أربعين يوما على استشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقله ..


تهويمات في الساعة الهامدة من الليل ..

**شيرين ..على درب الخلود 

                    -١-

يا فجراً ناداهُ الحُلم فانثنى حُزناً

وتُربتنا السَّمراء تُزهر أبناءً وأحفاد 

يا أماهُ 

يا أختاهُ

والذائداتُ عن الحِمى 

 والقابضاتُ على الجمرِ

يا ظلَّنا الوَارف

يا شموساً تُعطي ولا تملُّ العَطاء

                -٢-

شيرين يا عُشبة الرُّوح وتفاحةُ القلب

وفضاءُ المَجد والماءُ القُراح

يا كَمأةً ولدتْ من رعوّدِ الغَسق 

وَمخاضُ الأرضِ 

أورقتْ عزاً أغرُّ

رَجع صوتُك نَكهة الشَّمس فيهِ

دبيبُ الحياةُ بالفضاءِ الأزرقِ 

باسمةُ الثَّغر ، رَصينة الخُطى 

شجاعةٌ في القلبِ 

ترفعُ شَارة النَّصر بيدٍ

والأُخرى قبضةُ المَطر 

لملمتِ بمنبركِ ثقافةَ الجُرح 

 والتُاريخ والمَعنى 

                 -٣-

شيرين يا رَحمنا المُقدس 

وَنسغنا السَّائر على الجمرِ 

والمُتأبَّى على الجفافِ 

جَفاف الأنقِراضِ

جفاف اليَباسِ 

جفاف الخَرابِ 

يا زيتونةُ القُدس نَهضت

  في مخاضِ العَاصفة 

تَحضُن حُلمها الغافي مُوجوعةٌ بالفقدِ ..

                  -٤-

كانَ الصَباح 

وكانَ القَاتل والكيَان 

الأشجارُ والظلالُ والندى يَعلوها الذُّهول .. 

شيرين جُرحٌ مُرتبك بنزيفهِ

عصفتْ صَرصَر وأمسى الأفقُ أصداءُ 

 وأخْضَرَ سقفُ السَّماء 

وفاضَ الدَّمعُ مدرَارُ

هذه خُطى الأحياءُ يا أُختاهُ

على دَربِ الخُلود 

لم يَعرف التَّاريخ شَعباً 

نَجا من الرَّدى دون كِفاح

النيلُ غابَ الشُّعاع وماءَ الفُرات

  بحرٌ تائهٌ وموجٌ يُهاجر 

زأرتْ الريحُ غَضبى :

هذهِ أرضُ كنعان الفداء  

طيفُ جنَّات تُزهر بها أزاهيرُ السُّهول


                    -٥- 

شيرينُ ، يا شيرينُ ، يا أُختاه

مُقلتاكٍ مَرافئ آسى  

أستعلمُ عنكِ رضوضَ المَكان 

وعادتْ الروحُ* نداءً بعيدَ الصَدى :

( اشنقوني فلستُ أخشى حِبالا *

     واصلبوني فلستُ أخشى الحَديدا 

واقضِ يا موتُ في ما أنتَ قاضِ 

     أنا راضٍ إن عاشَ شَعبي سَعيدا ) 

                  محبتي 

* عادت الروح : روح الش ه يدة شيرين .

* البيتين الأخيرين من قصيدة بعنوان ( الذبيح الصاعد) للشاعر الجزائري مفدي زكريا يرثي الشه يد البطل احمد زبانة أول من أعدم بالمقصلة عام ١٩٥٦ م وكان يردد بصوت عال:

( أنني مسرور جدا أن أكون أول جزائري يصعد المقصلة ، بوجودنا أو بغيرنا تعيش الجزائر حرة مستقلة ) .


( القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية ) ..







Share To: