الكاتب السوداني / أبوذر مصطفى يكتب قصة قصيرة تحت عنوان " الجانّ(جَوِيدْ)"
كانت هناك مدينة جميلة المنظر، ذات أرض مخضرّة، تشبه ضحكات أطفالها السُمر، بها الماء يجري كشلالات الجِنان، كانوا يعيشون في سلامٍ ووئام، كان الحب يُغرَسُ زهراتٍ على أرضها الطيبة؛ولكن كان هناك جانّ يحكم تلك المنطقة، بالبطش والظلم، بالقهر والنهب.
كان الجانّ الذي يدعى (جويد)، سافكاً للدماء، قاتلاً لضحكات الطفولة البريئة، مغتصباً للحقوق والحِمى، لا يتناهى عن المنكر، ولا يعرف عن المعروفِ شيئاً، كان ذو صِيتٍ شائعٍ بالظلم، بلغت سمعته أقصى الغرب والشرق، عرفه أهل الجنوب والشمال، استباح الأرض ناهباً، وزرع الخوف بذوراً في قلوب أهل المدينة العُزّل.
استطاع الجانّ(جَوِيدْ) أن يفرض نفوذه، في كل طرقات المدينة كان موجوداً، يدخل البيوت غير آبهٍ بالحرمات، كان داخل الناس كابوساً، وفي أعينهم دموعاً، كان أهل المدينة أناساً سُمراً، لا يعرفون سوى الحب والسلام لغةً، لا يفقهون عن الحرب عِلماً، كان القرآن مسموعاً من على البعدِ في بيوتهم ودُورِهم.
ما زال الجانّ(جَوِيدْ) لاهياً في مدن عديدة، ناشراً للهلعِ والدمار، تظل جيوشه وقوّاتِه دعماً سريعاً للظلم، وما زال دفاع الشعب ضعيفاً، ما زال جيش السُود لا يكترث، والجثث تتداعى يوماً بعد آخر، ولكن يؤمن أهل المدينة السُمر؛ أنّ حمامة السلام ستحلق، وأنّ الظلم أبتر مهما طالت ليالي الظلمات.
الكاتب السوداني / أبوذر مصطفى يكتب قصة قصيرة تحت عنوان " الجانّ(جَوِيدْ)"
Post A Comment: