الأديبة المغربية / سعيدة الرغيوي تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "رجلُ ٱلْمَتَاهَةِ"
كلما حضرته صورتها،ٱرتسمت بكلّ ألقها وبهائها أمامه..داعبت أنامله ٱلريشة وٱلْأصباغ وأدوات ٱلنّحت ٱلْمركونة في مرسمه،وهبّ في أثرها.
إلى محرابه يجرّ ٱلْخطو، مُحاولاً ٱستحضار تفاصيلها ٱلغائبة ٱلْحاضرة،لم تكن مجرّد تفاصيل عابرة أو وشم سرعان ما يعمل على إزالته وطمسه..روحها ..ٱبتسامتها ..جنونها؛ تفاصيل تأخذ بلبه وتزرعه في دوامة ٱلْمتاهة.
هاهو في حالةٍ من ٱلْجنونِ يكتبها،يحررها من منطقة ٱلْغياب وٱلْعتمة ويزرعها في منطقة ٱلضّوء ..
...لم أناديك ..!!
هي ٱلْغرفة تبدو قطعةً هاربةً من زمنٍ أسطوري..كل زاويةٍ تبعثُ فيك رائحة من أنغامِ ٱلْماضـي، يُزهرُ فيكَ شعور بعدم ٱلْٱنتماء..هذا ٱلْعالمُ ٱلْأخرقُ لم يعدْ يحفرُ في رأْسِي، كل ٱلثُّقوبِ امتلأت.
وهذا ثقب ٱلرُّوح لم يبرأْ...تقدم بتؤدةٍ نحو لوحته ٱلْأثيرة ..تمرغ في كل تفاصيلها بعدما سحب ٱلْغطاء عنها، هو ٱلْآن يبحرُ في كل أجزائها ويعيد حفرها ..هي.. وأنا ...؟!
أهذا أنا ..هذا ما بقي من ذاكَ ٱلْفتى ٱلْمُشاكس ٱلْعابث..هل يا تراني أقوى مجددا على نحتك ..نحتي؟!.
إيه ...إيه ..يا فتى مابالك أنت لم تهرم بعدُ..هذا ٱلشّيبُ ٱلذي أتى على شعرك ٱلْفاحم لا شيء ..هو فقط يحرضكَ على ٱلْحياة أكثر ..على ٱلْعبث أكثر ..
أنت ٱلْآن تنبش في جيوب ٱلذّكرى ..تراها ٱستيقظت من جديد من جدول ٱلْعدم ..أم ياتراه جبل ٱلْحنين عاد من جديد للرسو في منطقتك ٱلتي باتت قاتمة..!!.
آه يا فتى، لا تهرب من حرائقك ..دعها تشتعل أكثر فأكثر ..
تأخذه موسيقاها بعيدا، ويبدأ ٱلْحفر وٱلنّحت ..إنها قادمة تعبث بتفاصيلي ..لم ٱلْفرار ...؟!.
Post A Comment: