الكاتب الصحافي المصري / شعبان ثابت يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "صوت بدون صورة" 


الكاتب الصحافي المصري / شعبان ثابت يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "صوت بدون صورة"


الجزء الأول 


مساء الخير أنا هتجوز!! أيوه قررت أتجوز علشان مقدرش أكمل حياتي لوحدي فقد أقترب عمري من الأربعين عاما عايزه ونس في آخر عمري

هكذا بدأت نورا محادثتها على الواتس مع صابر الذي يعمل في إحدى دول الخليج العربي ككل مساء والتي بدأت بينهما منذ سنة تقريبا.


فعاد صابر إلى الوراء وتذكر أول يوم سمع فيه صوتها في راديو السيارة أثناء عودته من عمله ولم يشاهد صورتها   فشده الحوار فتابعه مرات ومرات وهو يحاول أن يحفظ صوتها وإسمها جيدا ومن بعدها حاول مرات ومرات أن يتوصل إلى صفحتها عبر الفيس بوك لايعرف لماذا ولكنه الفضول.


إلا إنه لم ييأس وظل يحاول ويبحث عن صفحتها على الفيس عله يجد ضالته ويعرف من هي وأخيراً بعد عناء ليالي طويلة توصل إلى صفحتها 


تصفح صفحتها وقرأ بوستاتها وتجرأ رغم خجله وأرسل إليها طلب صداقة لعل وعسى وذات ليلة تفاجأ صابر بأنها قبلت طلب الصداقة

ومن هنا بدأت رواية صابر ونورا التي لم تنتهي بعد فبعد تبادل التعليقات على بوستاته وبوستاتها لعدة أيام 

إستجمع قواه وأغمض عيناه ودخل عليها خاص على الماسنجر وعرّفها بنفسه وإنتظر طويلاً علها تقرأ كلماته وترد عليه.


وبعد طول إنتظار فوجئ ذات ليلة كان القمر فيها مكتملا انها تجيبه قرأت كلماته وتأثرت بها كثيرا ومن هنا بدأ الحوار بينهما لايتذكر صابر بداية حواراتهما ولكن كل ما يتذكره الآن ما قالته نورا بأنها قررت الزواج

وحاول العودة إلى الوراء ليس قليلاً وتذكر الليالي الطويلة التي عاشها معها عبر الواتس والماسنجر وهو يستمع لنصائحها وآرائها السديدة في معظم القضايا التي كانا يتناقشا فيها من خلال كلماتها وهي على بعد آلاف الكيلو مترات بعيدا عنه

وتذكر الليلة التي طلب منها طلبا كان يعتبره من المستحيلات وهو أن يرى صورتها لأنها لم تكن تضع أي صورة لها على صفحتها الشخصية على الفيس

وحدث ما لم يكن يصدقه فبعد إلحاح منه وهي كانت رافضه تماما فقد شعرت بحسن خلقه وسلامة نيته وهي التي لم تكن قد فعلتها مع أحد قبل ذلك!!


فقد طلبت منه أن يشاهد الصورة لثواني وحذفها فوراً ولأن صابر كان متلهف لرؤية صورتها وعدها بذلك 


وفتح عينيه وإذا به يجد أمامه وجه لم يكن يتخيله

وكأن الليلة أراد الله أن تكتمل بقمرين قمر مكتمل في ليلة 14 في السماء وقمر خرج له على صفحه الماسنجر وجه أبيض مختلط بحمرة الخجل عيون سوداء كسواد الليل واسعة فوقها حاجبين كقوس سهام إخترقت قلب صابر لتستقر به وفم كما قال حليم مرسوم كالعنقود وتضع تاجا مزخرف  فوق غطاء رأسها كتاج مكلة جالسة على كرسي عرشها وتظهر من شعرها خصلة  كليل أسود ناعم نعومة الحرير وهكذا تسمر صابر أمام الصورة لدقائق


ونورا تلح عليه أن يحذفها وتطلب منه أن يبر بقسمه الذي أقسمه لها أن يحذفها بعد ثواني معدودة ولكنه لايسمع ولايري إلا قمرا ظهر أمامه إستحوذ على شغاف قلبه

وأفاق صابر على عبارة منها تقول سأقوم بحظرك إن لم ترد عليا

فسارع بالرد عليها قائلا سأفي بوعدي فوراً وحذف صابر الصورة وكأنه حذف إسمه من الذاكرة ليضع بدلا منه صورتها التي لم ولن تفارقه طيلة حياته

فقد أحبها صابر بينه وبين نفسه منذ أن بدأ الحوار بينهما ولم يستطيع إخبارها بذلك خوفا من ردة فعلها.


ولكنه ذات ليلة إستجمع قواه وأخبرها بذلك وكانت المفاجأة أنها تقبلت حبه لها لإحساسها بصدق مشاعره وإن لم تكن تبادله نفس الحب ولكنها صارحته أنها تقدر مشاعره وتحترمها وأن له مكانة خاصة في قلبها وقالت له بهمس وحنان إنت غالي عليا يا صابر

وكانت هذه الكلمة كفيلة بأن تشعل نار الحب في قلب صابر الخام الذي لم يصادف حبا مثل هذا الحب كيف به يحب إمرأة لم يقابلها ولم يسمع بها قبل ذلك ولكنها الأقدار أرادت أن يجتمع صابر ونورا

وعاشا ليالي كألف ليله وليله صابر يحكي ونورا تستمع وأحيانا قليلة تحكي هي وهو يستمع كل هذا عبر الشات كتابة فقط فلم يسبق لهما أن تحدثا صوتا ولو لمرة واحدة!


إلى أن فاجأته نورا تلك الليلة بأنها قررت الزواج حتى لا تكمل باقي حياتها وحيده وتطلب منه مساعدتها في إختيار زوج المستقبل

وصابر بكل سذاجة يطلب منها أن تشركه في إختيار زوج المستقبل ويغلق الفون ويسترجع سنة من الضحكات والدموع والشد والجذب بينهما ويتمنى لها السعادة ويقسم أن تتساوى عنده النساء من بعدها فلن يبدل القمر بالنجوم ونام صابر وعندما إستيقظ وجد مالم يكن في حسبانه أو يتوقعه !!!؟؟






Share To: