الإعلامي السوري / دانيال ناصر بو حمدان يكتب قصيدة من ديوان "وطن الإنتظار"
حمالة صدرها
الخامسة فجراً وكل الطرق لا تؤدي إليها
منذ غيابها.. غادرتني حتى الأشياء التي لم يكن يوماً لها تصنيف ما
غادرتني أبجديتي
وغادرتني دمشق....
رحلت الرحيل الآخر.. ذاك الذي لا مسمى له
كنت دوماً آرى البدايات مبهرة ربما لأنها ولادة جديدة
والنهايات موت وقدر محتوم
ربما آردت مراوغة القدر وبقيت في المنتصف
وحدها أبواب حارات دمشق القديمة
وحده صوت الله المتصاعد من الأموي ومن الكنائس
من قلوب الجياع
من دموع ال فاقدين والثكالى
من صوت المطر وفيروز ونجوى كرم وجميع أولئك الذين أحببنا تفاصيلهم وأغنياتهم وعشنا معهم وبهم ذكرياتنا كانوا شاهد إثبات عما حدث
لطالما حذرتها
إياكي وحذاري أن تعشقي كاتباً
الكتابة مرة يا سيدتي
لا يوجد أصعب من أن يوثق الكاتب هزائمه ب يده
لكن عبثاً كنت أحاول
كانت من النوع الذي يحملن العناد في حقائبهم
بدلاً من عطر التوليب وأحمر الشفاه
كانت ثائرة ومثيرة
وكنت شبقا" معها مغرما" منتشيا" حد الثمالة
سرا" وأثناء وقع خطواتي في شوارع دمشق العتيقة
لطالما حدثت نفسي
رجولتي تشتهيك مع أنني رجل عقيم
ف كيف سأنجب بالكلمات طفلاً بعد هذا المرض الطويل
ولكن ماذا أغراني فيك.. كل ما فيك غريب
وحدنا عشاق دمشق والياسمين
مقتولين قهراً وقدرا"
معطوبو الزمن والحب والحرب
لا يمكن أن نتجاوز غراماً ب هذه الرهبة والقداسة
غراماً بحجم وطن
صوت الله
وفيروز
وشوارع الياسمين
وضي القناديل
جميعهم كانوا تفاصيل حكايتنا
كيف ل شاب مثلي
شاب قلبه قبل الشعر أن يصل لمرحلة التجاوز
أثناء بحثنا عن الحب
قد نتعثر بحب آخر غير متوقع
لكنه واقع
من الصعب جداً تفاديه
نحارب به ونعتليه
دواء ربما وجدناه ل غرام آخر عتيق
لكل مرحلة أشخاصها
وللقلب أيضاً آوض صغيرة مقسمة وكل حسب هواه
حسب مكانه وحسب الأولويات
آما قيل
للقلب بكارة يفضها الحب الأول
فلا يعود بعدها ل سابق عهده
الخامسة فجراً
حيث لا يقودني إليها سوى الماضي من الأيام
والذكريات العالقة في ذاكرة تعيش فوضاها بمراحل متقدمة من الدمار والهلاك
جوع القناديل والشارع الطويل
وليلة حب دافئة عشناها على ذاك السرير
لم يكن لدي بديل
من حمالة صدرها على حبل الغسيل
حتى عطرها المنثور
ما بين صدرها والفجوة والتفاصيل
جعلتني مجرم غرام
يقتات على كل منعطف بجسدها المثير
لا شبعا" ولا جوعا"
كان إدمانا " يريد أن يستريح
شعرها الأسود ك موج البحر
وكحلة عيناها
غمازتها اليمين
وشامتها أعلى الخد الأيسر
وشفتاها
ونهداها
وخصرها
والخلخال الغريب
كانت مدينة كلها تضاريس
تقع في حيرة من آمرك
في أي منعطف ستسير
كانت دمشق في القديم
وكنت أنا المخلص المصلوب
منذ مئة زمن وحرب وألف خيبة
آنهض واستفيق
أبحث عن مخلص آخر يشبه المسيح
بقيت هي وياسمينها المجروح
ورحلت أنا دونهما... تائها"
حيث... لا أدري ما المصير
ولن أدري
وماذا بعد....... حقاً لا أدري
هامش
في بلاد الأحلام
عانقتني إمرأة بعطرها
ومنذ ذلك الحين وأنا مصاب بالياسمين
Post A Comment: