الأديب المصري : محمد فؤاد محمد يكتب قصيدة تحت عنوان "طيوف من الهجرة"
ياشعر صبَّ على الحروفِ ثناءَ
مازالَ نبعُك مغدقاً مِعطاءَ
وإذا مررْتَ على خباءِ قصائدي
ألقِ السلامَ مودةً و دعاءَ
وهناك تلقى شاعراً متولِهاً
سَكَبَ المحبَّةَ دمعةً وحياءَ
فانساب حرفٌ من حشاشةِ قلبِه
وأهلَّتْ الذكرى سناً وسناءَ
لما ترآءت للخيالِ قصيدتي
شَحَذَ الخيالُ بيانَه الللألاءَ
وتغلْغلتْ في القلبِ تشْحذُ همَّتي
حتى أحثَّ السيرَ والصحراءَ
لأرى على ظهر الرمال محمداً
طفلاً يتيماً يسبقُ الأمراءَ
ومشى على بطحاءِ مكةَ رحمةً
فغدتْ (بأحمد) تسبقُ الجوزاءَ
وأرى على صهد الرمالِ محمداً
والصاحبَ الصديقَ والقصواءَ
ويقول : لولا أنَّ أهلَكِ أخرجو
ني منك لم أستصْحبِ البيداءَ
إذْ لا أزالُ بحبِّ مكةَ عالقاً
وأحبُّ فيها الكعبةَ الغراءَ
وأحبُ ذكرَ سهولِها وهضابِها
حباً وأذكرُ أختيَ الشيماءَ
صورٌ تواردت الغداةَ بخاطري
يزكي تضوعُ طيبِها الأرجاءَ
وأرى فتاةً من بعيدٍ تزدهي
في حُلةِ الإيمانِ تسقي الماءَ
شقَّتْ نطاقاً كي تبلغَ زادها
في جُرأةٍ لا ترهبُ الأعداءَ
وأرى هنالك شامخاً في عزةٍ
غاراً وأبصرُ فوْقه الورقاءَ
وأرى سراقةَ مسرعاً في لهفةٍ
فيعود يلتمسُ السلامَ رداءَ
وأرى المدينةَ أهلَها ونخيلَها
يتشوَّفون له صباحَ .. مساءَ
صورٌ تواردَتِ الغداةَ خواطراً
في خاطري – وأرى هناك قباءَ
يبني الرجالَ على صروحٍ من هدىً
ويبثُّ فيهم نخوةً وإباءَ
يستصغرون عظائمَ الدنيا ويقتس...
مون – طوعاً– ما يحبُّ سواءَ
ماضٍ يخالف كلَّ حاضرِ أمّتى
حتى غدونا قصعةً وغثاءَ
عذراً رسول الله لم يجدْ البكا
أو يجدْنا أن نسردَ الأبناءَ
أو تجدنا أشجانُ صبٍّ مدنفٍ
في حبِّكم يتقاسمُ اللأواءَ
من بعد أنْ ألفى تفرقَ أمةٍ
وتضعْضعَ العزماتِ .. والشحناءَ
لكنْ رسول الله شوقٌ قادني
أن أجعل الذِّكرى تفيضُ رجاءَ
لنرى ديارَ المسلمين مآمنا
ونرى شعوب المسلمين إخاءَ
ونلقنَ الدرس الذي قد فاتنا
وبه نناصر – في الحمى– الضعفاءَ
ونعلمَ الدنيا جمالَ حضارةِ
الإسلام .. حباً .. رحمةً .. ووفاءَ
ويعود مجدي رايةً رفرافةً
ويعود تاريخي هدىً ، وضياءَ
Post A Comment: