الشاعر المصري / محمد إبراهيم الفلاح يكتب قصيدة تحت عنوان "صَوتٌ مِـنْ الــقـُــدسِ"


الشاعر المصري / محمد إبراهيم الفلاح يكتب قصيدة تحت عنوان "صَوتٌ مِـنْ الــقـُــدسِ"

 



مجاراة لقصيدة الشاعر كريم العراقي "لا تشكُ للناس جُرحًا أنت صاحبُهُ"


لا تَـرجُ للـنـَاسِ صَـحـوًا أنـتَ تَـألَـفُــهُ

لا يَعـرِفُ الـصَّـحـوَ إلَّا مَنْ بِــهِ شَــجَــنُ


صَــوتٌ مِنَ الـقـُـدسِ أشجاني بِـحَـسـرَتِـهِ

تَــنـهَّـدَ القَـلـبُ مُـذْ أن أصْغَتِ الأُذُنُ


أَمْسى لوائي وأغـوانــي لأُهـدِيـَهُ

عِشرينَ صَوتــاً بِـهـا مِـن عَـزمِهِ حَزَنُ


نَـجْـواكَ للـعــاصِ يا ابن القُدسِ مَـهـزَلــةٌ

ومَـنْ مِنَ النـَّـاسِ بَــرٌّ مـا لـهُ ضَغَـنُ



فالــدَّمُّ كــالـسَّــيـلِ والأفــواهُ عَـازِفَـة ٌ

دَأبُ الـمَـدائـنِ لَـمَّـا أهـلُها  هَدَنُوا


فــإن رَجــوتَ لِــمَــنْ طَـابَ الـسُّـبـاتُ لهُ

مَـسْـعـاكَ مُـضْنًى ومَـنْ تَــرجــو لهُ وَثـَـنُ


وإنْ رَجَـوتَ لِــمَـنْ بَـلـواكَ تُـسـكِـرُهُ

نَـأَيــتَ طَــوعًا لِــمَـثْـوًى رِيـحُـهُ العَــطَــنُ


مَـنْ يَـسـألِ الـغَــوثَ يُطـفـئْ غُـصــنَ عِــزَّتِــهِ

لا عَــيــشَ للــروحِ ما إنْ يَـسـقُــط الــوَطَــنُ


هَــلِ الرَّجـاءاتُ يَــومـاً سَخـَّـرَتْ هِـمَـمًا؟

أَمِ الـتَّـنـادي سَبـيــلٌ إنْ طَـغـى الـوَهَـنُ؟


كَــمْ زَلَّ رَجـمِـي بِــمَـنْ أودعــتُـهُ ثِــقَـتـي

فـأيـقَـظَـتـنـي علـى خِـذلانِــهِ الــمِـحَــنُ


كَــمْ صُنتُ عَهدًا  لِــمَــنْ أدْنَـيتُــهُ فَدَنـــا

إلـى دُمُـوعــي وما قـاسَـى لـهُ بَــدَنُ


فـَـخـانَ عَـهـدي ودَاسَ القلبُ قِــبـلَـتـهُ

فَــمـا رَجــائــي لِـخِــلٍّ مـا لـهُ أُذُنُ


لا الــسُّــؤلُ دَأبــي وَلا الأوجاعُ تَـغْـمُـرُنـي

صَـبـْـري وَطــيـدٌ.. بِـحَــرقِ النـَّـارِ لا يَـهِــنُ


أسدِلْ جُـفونَـكَ وارْقُــبْ صَبرَنــا مَثَــلًا

يَـغـزو الـشِـفاهَ رواءٌ وَهـيَ تُمْتَحَنُ


تَخـشـى ثُـبُــورَكَ.. تَـنـأى عَـن حِـمى وَجِلًا

لــمَّــا  تَـبَـدَّى وَغَى الأنــذالِ يَـحـتَــقِنُ


عَــبــاءةُ الــعَــدلِ مُــذْ حِيـكَـتْ مُـرقَّعــة ٌ

و الــعَــدلُ في الــغَــربِ.. لا قَلبُ ولا أذُنُ


فـَـالــشـَّــرقُ  طِـفــلٌ رَضــيــعٌ طَــيـِّـبٌ يَـثِـــقُ

و الــغَــربُ وَحــشٌ ذَمــيــمٌ غَــادِرٌ دَرِنُ


كُـلُّ الأسـافـيـن فـي أقصايَ راغِــبـة ٌ

تـُـطـَـمـئـنُ الغـَـربَ أنَّ الـقـُـدسَ تُمـتَهَـنُ


مَـنْ  ذو إبـاءٍ  و ذو عَــزمٍ بِغَـير دَدٍ

يَــرَ الــبَـلِيَّــات مِـلءُ الأرضِ تُـخـتَــزَنُ


والأبْرِياءُ أفــاعــيـلٌ  مُــجَـنـدِلَـة ٌ

وأجْــرأُ الجُّــنـدِ صَوب البُـسْـلِ قَـدْ وَهَنوا


بَــلــواكَ بَــلــوايَ يــا مَــنْ تَـصـطَـلي كَـمَدًا

مــا سـَـارَ جُـنـدٌ إلــى أقصايَ أو هُجُـــنُ


مَــنْ غير قـُــدسِي نُـقاســي طـُــولَ عَــثـْــرَتــِـهِ

ونَـسـتَـقــيــمُ لـهُ نـَــفْــســـاً  ونـَـحــتَـــقِـــنُ


ليتَ العُيون تَــرى أنَّ الجميعَ هُـنــا

قَـدْ يُـوفِضُـونَ إلى مَــوتٍ ومــا  جَــبُـنــوا




هَدَنوا: جَبُنوا   رواءٌ: حُسن وَبهاء

دَرِنُ: قذر   دَدٍ: لَعِب أو لهو 

هُجُنُ: جمع هَجَّانُ وهو راكب الهَجين وهو نوعٌ من النّوق خفيف الجسم سريع السير





Share To: