الشاعر السوداني / أ/ السني الوسيلة الطيب يكتب قصيدة تحت عنوان "إلى التاريخ"
يا ايها التاريخ إني ناصح
قف بالطلول و سامر المحزونا
و أصبب له كأس النبيذ لينتشي
فالخمر تنسي لوعة وشجونا
وامدد له كف الإخاء مساندا
كن كالصديق مناصرا ومعينا
و أحكي له قصص الغرام جميعها
و اذكر دليلا يحتوي مضمونا
إن السعادة في الهوى اكذوبة
وبه التعاسة اصبحت قانونا
والعز في شرع الغرام محرم
والذل أضحى بالهوى مقرونا
والغدر في دنيا الغرام حقيقة
وبها الوفاء خرافة و ظنونا
ف (عبيلة) الحسناء ليس ل (عنتر)
و (كثير عزة) بالنوى مطعونا
وكذا (جميل) من (بثينة) لم ينل
منها الغرام الصادق المامونا
و (ابن الملوح) قد علمنا شأنه
في عشق (لُيَلُى) راهبا مسجونا
بذل الغرام و زوجت من غيره
فـ غدا يهيم بحبها (مجنونا )
"
فجميعهم قتلى الغرام وبطشه
وجميعنا في دربهم ماضونا
و انا كذلك عاشق و مؤمل
أهوى الجمال بسحره مفتونا
و عشقت (راءا ) ثم (ياء) بعدها
و لمحت (ٲلفا) قبل حرف (النونا)
تمضي القرونا دقائق في قربها
ٳن الدقائق بعــــــــــدها لقرونا
ضرغام لا اخشى الوغى لكنني
اخشي بواتر لحظها المسنونا
حوراء ناعسة الجفون كحيلة
وبياض عين لــــــؤلؤا مكنونا
و سواد حظي قد توسط عينها
ومـــــــن البريق تخاله زيتونا
سبحان من جعل النهار بعينها
و أمد من ظل الهداب غصونا
ومكور الليل البهيم لينجلي
حسن التضاد مهابة وعيونا
فمتى تظللني الهداب فأرتمي
أغفو وألقى راحة وسكونا
فهي التناقض إلفة وعداوة
حربا وسلما قسوة وحنينا
وهي الملاذ اذا قست اوطاننا
وهي المنافي غربة وسجونا
وهي اللذاذة والصبابة والهوى
والعمر -نذرا- عندها مرهونا
والحب من ذاك التضاد فصيلة
طورا حياة ثم موتا حينا
نشجو و نشكو للجميع تناقضا
لحنا وغما ضحكة و ٱنينا
ٳن الغرام هو التناقض كله
منح الحياة قداسة وجنونا
لا تجزعن من الغرام وبطشه
صبرا جميلا فالصعاب تهونا
فغدا ظلام الليل - حقا- ينجلي
ويهل فجرا صادقا و مبينا
و غدا يصير الحلم اجمل واقع
حقا يقينا ليس بالمظنونا
ويقول ربي للصعاب تيسري
كوني - نعيما خالدا - فتكونا .
........
Post A Comment: