الكاتب السوداني / أحمد كمال يكتب مقالًا تحت عنوان "سينما الواقع" 


الكاتب السوداني / أحمد كمال يكتب مقالًا تحت عنوان "سينما الواقع"



كان عمر جالساً على كرسيه، يُشاهد إحدى الأفلام على التِلفاز بكل إنتباه، بينما هو غارِق في مشاهدة الفلم، فجأة حدث شيئاً  مُخيفاً مُروعاً، في ظاهرة غريبة غير مسبوقة بدأت تتسلل مشاهد وكائنات سينمائية عبر شاشة التِلفاز إلى أرض الواقِع، عندها فر عمر لأمه مُسرعاً يرتجِف من الخوف، وعندما أخبرها بالحصل، ظنت أنهُ أصيب بالجِنون، لكنها في نفس الوقت كانت تسمع ضجيج أصوات غير معهودة بالخارِج، ما أن خرجوا إلى الشارع العام، حتى شاهدو تلك المشاهد والكائنات السينمائية وهي تخرج إلى أرض الواقع من كل شاشات التلفزيونات الموجودة داخل كل البيوت السودانية، وكان الناس يتجمهرون بإلاعداد الكبيرة لمشاهدة هذه الأحداث، وقد تم رصد وتصوير بعض هذه الظواهِر بإستخدام كامِيرات الهواتف وكامِيرات المُراقبة الموجودة في بعض الطرقات. 

مشهد (1)

على الطريق الداخلي لذلك الحي، في عز النهار، كان أصحاب دراجة نارية ينهبون فتاة تحت تهديد السلاح ويلوزون بالفرار.

مشهد (2)

رجل يقتُل زوجتهِ، وآخر يقتل والدهِ، وفتاة انتحرت لأن عشيقها قد خانها وتزوج بِغيرها. 

مشهد (3) 

في الأسواق، وعلى الشوارِع العامة، وداخل الجامِعات، وصالات الأفراح، كانت مظاهر اللِبس الشاذ للفتيات، والإختِلاط الآثم، توهم الناظر بأننا في باريس. 

مشهد(4)

على الشارِع العام، سيارة أفانتي فِضية اللون، تُطارد دراجة نارية، وتُطلق عليها النار أمام أعيُن الناظرين، كأنه مشهد سينمائي في إحدى أفلام الأكشن. 

مشهد (5)

في ذلك الحرم الجامِعى لإحدى الكُليات المعروفة، وفي مشهد يفسرهُ الناظر بأنه عيد الهالوين، كان أحد الطلاب يقول بأنها زفة لإحدى الخريجين، كان الطلاب من كل الجنسين غارِقون في مُوسيقى صاخِبة، وفي مشهد هستيري كانو يتبادلون رش بعضهم بالألوان، ويرقُصون رقص المجُون كأنهم سُكارى في إحدى ديِسكوهات لندن. 

مشهد (6)

في ذلك الحي الراقي، في تمام الساعة العاشرة مساءً، مُلثمون يسرِقون صاحب بقالة تحت تهديد السلاح، ويقتلونهُ كما في إحدى سيناريوهات بوليود، وهناك الكثير، ما كنا نشاهده على شاشات السينما، أصبحنا نراهُ أمام أعيُننا على أرض الواقع، والناس في المجالس يتحدثون عن هذه الظواهِر، وقد إختلفت الآراء وانقسمو لثلاثة فُرق، منهم من يقول أنها تسللت عبر شاشات السِنما التي نقلت إلينا مثل هذه الثقافات الغربية التي لا تُليق بمجتمعنا، ومن ثم تقليدنا الأعمى لها، وآخرون ينسبون ذلك لإنعدام الأمن، ويرمون كل اللوم على الأجهزة الأمنية ويناشدونها بضبط الشارِع العام، وبعضهم يعللون ذلك بسبب إبتعاد المُجتمع عن الدين الإسلامي، على كل حال كلهم على حق، لكل ظاهرة سبب من تلك الأسباب التي ذكروها، والآن قد اتضحت الرؤية، وفُسرت الأسباب، وتم التشخيص، وتبقى العلاج، وعلى المُجتمع بكل مكوناتهِ مُحاربة تلك الظواهِر الدخيلة.






Share To: