الأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "حفلة"
تراقبـني , وتبســـم لي بصمتٍ
وتعبس حين أرقص مع سواها
تـــلاحقني بنظراتٍ حيــــــارى
وتشـــــــرد للبعيـــــد تفحّ آهــا
وأسأل : ما الذي تبغيــه مني ؟
لتأكل حين تنظر لي شِـــــفاها
أنا بالكأس مشــــغولٌ , وخمري
تداعبني , لأرشـــــف محتواهــا
وحولي العالم المجنون يهـــذي
وموســـــيقا تضجّ , ولا تُضاهى
خصور الغيد حولي في اهتزازٍ
نهـــــودٌ لا تعير لنا انتباهــــــــا
وأردافٌ تميــــل , وليس تهـــدا
وتـــــرتفع الأكفّ لمنتهاهــــــــا
تشـــــير إليَّ ســـرّاً نحو رقصٍ
وتدعـــــوني , وتغمز مقلتـــــاها
فأنهض صوبها , والقلب ســـــاهٍ
وخطوي سابقي يرجو صبـــاها
أقول : أترقصين ؟ تميس غنجـاً
وتضحك , ثم تمسـكني يداهـــا
وتســـــــحبني كأنّ بها جنونــــاً
وشــــوقاً كان في ولهٍ دعاهـــا
ألســتَ الشــاعرَ المغرور ؟ قلْ لي
ومنْ بالحبّ دوماً قد تبـــــاهى
إذنْ أرِني فنونكَ في جمــــالي
وأشـــعلْ في الغزالة مشـــتهاها
وخلّيني أدوخ , فإنّ مثــــــلي
ســــتحرق كلّ شيءٍ من لظاها
وأذكر كيف شـــــدّتني لصــــدرٍ
وبين يديَّ أزهـــــر ناهـــــــداها
جُنِنتُ , ولم أعُــــدْ أدري لمـاذا
نســيتُ جميع مَن حولي عداها ؟
كأنّا وحدنـــــا , والضــــوء يخبو
ليســــتر ما اعتراني , واعتراها
أنـــا ما عدتُ أذكر , غير أني
غدوتُ بكلّ أحــــلامي أراهـــــا
ســـألتُ عليكِ , قالوا : لم تكوني
ولم أرقص , ( وما قبّلْتُ فاها)
Post A Comment: