الأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "قولي لهم"
ما عـــــاد لي إلّا عيونكِ حلوتي
لأنام فيها هانئــــــاً , وقريــــــــرا
في شـــاطئيها أســـتريح , كأنني
ربّــــــــــانُ بحرٍ , لا يهاب مصيرا
عينــاكِ أجمل غابـــــةٍ ســــحريّةٍ
وغدوتُ بين غصونهـــــا عصفورا
فأنا عشــقتُكِ قبل تاريخ الهــوى
وسـكنتُ في دنيا هواكِ عصـورا
وسجدتُ في محراب عشْقكِ ناسكاً
وأنا الذي أوقدتُ فيــــه بخــورا
وكتبتُ فيكِ الشِّـعر حتى ظنّني
من لم يذقْ طعم الهيــام كفورا
قولي لهم , لو مرّةً ســـألوكِ : منْ
هذا الذي أهدى إليكِ عطورا ؟
هذا الذي ســــحر الأنام بشـِـعره
وغدا بســــحركِ دائماً مســـحورا
قولي لهم , لا تخجلي يا غادتي
هذا حبيبي , حين صار غيـــــورا
سكب الحنين على شواطئ خافقي
وسـقاه من كأس الشِّفاه خمورا
لا تعذلوه , وقد تعاظم حبُّــــــه
ما نفعُ حبٍّ لا يكون كــــبيرا ؟
قولي : عشـقتُ جنونه , وقصيده
ما بيننا لا يقبـــــل التفســـــيرا
قولي , فإنّ الحبَّ أجمــــلُ تهمةٍ
وأنا رضيتُ بأنْ أظلّ أســــــيرا
الحبُّ مملكتي , وأنتِ أمـــيرتي
ولذا بعشــقكِ قد غدوتُ أمـيرا
فلْيكتبوا عنّــــا رواياتِ الهوى
ما كان ما قالوه عنكِ كـــــثيرا
حتى غرورُكِ , قلتُ هذا حقُّهــــا
أفلا يحقُّ بأنْ تميسَ غـــرورا ؟
فُقْتِ النســـاء محاسناً , وأنوثــةً
وأناقـــةً , وملاحـــةً , وحضـــورا
قولي إذنْ , ولْتتركيني مبحــــراً
من كان مثلي لا يخاف عبـورا
سأبُزّ في عشقي جميــــلَ بثينةٍ
وأبُزّ في شِــــعري إليكِ جريــرا
Post A Comment: