الشاعر المغربي / يحيى لشخم يكتب نصًا تحت عنوان " يباس يلم تازة "
و هاهي الآن ..
تمطر شحا في الخارج يا صاحبي ..
الوقت قبل موعده، و شح الماء يدق نافذتي يوشك على الرحيل ..
صوت عاصفة نارية تسكن قلب الأشجار ...
الرصيف الآن شبه خال ..
و طائر خافت كان يهطل عطشا على أرصفة مهجورة، وهو يعانق آخر قطرة ماء أوشكت أن تتلاشى ..
صرخت و بكيت ومسحت وجهه دمعة ..!
ركضت و شح الماء يحاصرني و يركض معي ..
خلعت أقنعتي .. اتكأت على ظلي .. رأيت نداءاتي فركضت أكثر و أكثر ..
شح الماء في الخارج كما في الداخل يا صاحبي ..
بقايا وقت .. إناء الليل يسكنه الفراغ، المدينة العتيقة المدمرة قلبها، تتكئ وجعا .. ولا تنام .. و أنا، أحاول معانقتها، و ألملم ما تبقى من مائها..
ماء وجهي ..!
نعم ماء وجهي ..!
وجهي الذي نسيت .. سرقوه من أرصفة تازة .
Post A Comment: