الكاتب المغربي / عبد الهادي شفيق يكتب مقالًا تحت عنوان "الأدب مايزال سلاحا" 


الكاتب المغربي / عبد الهادي شفيق يكتب مقالًا تحت عنوان "الأدب مايزال سلاحا"


إن الوضعية الراهنة المتسمة بالتأزم ، تستلزم قيام الطبقة المثقفة والنخبوية منها على الخصوص، للدفاع عن قضايا البلد في كل المجالات، وليس ترك المجال للعامة تخرج للساحة دون سلاح و دون ذخيرة فكرية، فمن المؤكد، و الكل يتفق، على  أن بلدنا هذا يمر بأزمة خانقة،اجتماعيا، اقتصاديا ،سياسيا، وحتى ثقافيا، أزمة تكاد تشبه تلك الأمراض الفتاكة المزمنة التى  تنهش في جسم الإنسان دون إحساس بها، لذلك فغياب الطبقة الحاملة للفكر ،التي من المفروض ان تظهر بشكل او بآخر، يساهم بقدر كبير في تفاقهم هذه الأمراض في جسم المجتمع، وما ترك القاعدة الجماهيرية الدهماوية تتصدى لهذه الأزمات ماهو إلا تصدي مبني على سراب لا يسمن ولا يغني من جوع. 

إن الهلاك االحقيقي لأي مجتمع  ليس في وعيه بما يجري حوله من مشاكل جمة في مختلف القطاعات، أو من خلال وصفه وتحليله لها، بل من خلال انكباب الكل على مصالحه الشخصية، ويلعب دور محايد في مسرح الجريمة، كما أن غياب دور المثقفين و الأدباء و الشعراء، الذين  أكاد أجزم انهم حاملو لواء الدفاع عن قضايا الأمة و البلد، فسح المجال لكل من هب ودب يخوض في الحديث في كل موضوع دون روية ودون تحقيق أية نتائج ، أليس من رحم المعاناة يولد الإبداع كما يقال؟.اليس الشعر قد تحول من أغراض خادمة للوصف والمدح إلى تعبير عن الإنسان وقضاياه داخل رقعته!؟،  هذا الأمر ليس حكرا فقط على الشعراء و الأدباء عامة، بل كذلك يمس علماء الإجتماع و السياسة و القانون  وكل مثقف متمكن له غيرة على الوطن، فرحمة الله على العالم المهدي المنجرة و بارك في عبد الله كنون، و أمدنا بأمثال طه عبد الرحمن والقائمة طويلة..







Share To: