الأديب المصري / إبراهيم الديب يكتب مقالًا تحت عنوان "الفكرة"
يحدث وتكون هناك فكرة تخايل نفسي وعقلي وأريد التعبير عنها ثم أنظر هل وفقت في ذلك أم وإذا كنت نجحت فما نسبة هذا النجاح وتأثيره على غيري فأقوم بوضعها فى جمل وحروف مناسبة لها .. ثم أنظر وأقرأ ما كتبته هل وضحت هذه الفكرة أم لا ؟ ثم لا أقتنع أنها وضحت ،فأعود للقراءة مرة أخرى، و أتساءل ما وقع ذلك على غيرى بعد القراءة أحد ،وهل كان من الممكن أن تصاغ بطريقة أفضل و أبلغ وأسهل وأجمل وأعمق... ؟ثم أعود لذلك مرة أخرى وأقرأ قراءة الناقد القاسي الذي يقف على الحياد تماماً وكأنه لا يعرف صاحب النص المكتوب. ثم أطمئن بعدها لحد ما عن الصياغة الجديدة السلسة من وجهة نظري فأجدها ليست بليغة كما كنت أظن وكما قرأتها... ثم أعتقد أنها أصبحت واضحة تماماً ، أو أنني توهمتها على الصورة.... فأعود لها من جديد....... يحدث ذلك معي فأنا أدور حول المعنى الواحد وأكتبه أكثر مرة ...وبأكثر من طريقة مرة أضع الفكرة فى؛ منشور ، ثم أضعها مرة أخرى فى: أقصوصة أو خاطرة.، ومرة أخرى بداخل سرد مباشر ثم أخيرا بداخل دردشة عادية مع الأصدقاء على المقهى، أتحدث وكأنى أكتبها وليس حديث عفوي وبطلاقتي المعهودة كما في السابق.. ثم أراقب تأثير الفكرة على الوجوه ، ثم لا أقتنع أننى وفقت فى ذلك بدرجة كافية ،ثم أبدا بالدوران مرة أخرى على المعنى من جديد ثم أمل من نفسي كثرة اللف والدوران ثم أفض الاشتباك واضغط نشر كما حدث الأن...
Post A Comment: