الكاتب الصحافي المصري / علاء عبد الستار يكتب مقالًا تحت عنوان "أبحاث الفضاء"
هل عندما يتم إكتشاف بئر بترول بمساعدة الأقمار الصناعية و الأبحاث يتم البدء فى إستخراج خام البترول دون أى إعتبارات أخرى، بالطبع لا، فيدخل فى الموضوع تقدير الكميات و حساب تكلفة الإستخراج و الإنتاج، فإذا لم يكن الفارق كبير أو مجدى لا يتم النظر الى هذا البئر رغم التأكد من وجود خام فيه، أقول لأن هناك الكثير قد لا يفهم الآلية التى يتم بها ذلك أو كيفية معالجة مثل هذا الموضوعات، أما الموضوع الحقيقى الذى اود الحديث عنه فهى ابحاث الفضاء فبداية نشأت هذا الموضوع كان الصراع مع السوفيت فكان المحرك الأساسى لدى الامريكان هو إثبات التفوق عن السوفيت ( ضمن صراع التفوق صناعة الأسلحة و تطويرها )، لذلك تأثر هذا البرنامج بعد انهيار الاتحاد السوفيتى و الحرب الباردة، و تأثر أكثر بعد انفجار مكوك الفضاء " challanger " و سبب التأثر بلا شك هو التكلفة العالية لهذه الرحلات و العائد خلف هذه الرحلات من جهة أخرى، عملا بأن رحلات الفضاء ساعدت بشكل هام فى تطوير تكنولوجيا الأقمار الصناعية و الطيران و العزل الحرارى و علم المواد ( single crystal ) و المحركات بشكل واضح و التى كانت سبب مهم فى تطوير الطائرات الحربية و فكرة المحرك الهيدروجينى، لكن بملاحظة تاريخ هبوط اول إنسان على القمر كان سنة 1969 و رغم ذلك لم يتطور الموضوع مثلا لبناء مستعمرات للإنسان بالعكس تقلصت رحلات الصعود الى القمر ، رغم مرور اكثر من خمسين عام على هذا الحدث، بل انصرف البحث فى NASA بشكل أكثر تركيزا على دراسة المريخ على سبيل المثال فلم يجدوا فى القمر مواد نفيسة تستحق جلبها إلى الأرض و تحمل تكلفة العملية الباهظة، فكرة البحث العلمى أساسا تتحدث عن الإنفاق على الأبحاث حتى تجد بحث يعوض التكلفة و العودة بمكسب فالأبحاث التى يتم الصرف عليها فى الأساس لها نسبة نجاح نظرى معلومة فهو ليس تجريب للتجريب كما قد يظن البعض، و تم وضوح الموضوع فى أزمة كرونا و البحث عن مصل معالج و كيف تنافست الجهات البحثية فى الرغبة فى سرعة الوصول الى المصل لتأكيد الكفاءة و الاستفادة من العوائد المادية لأن جزء منها عبارة مصاريف استرجاعية على عمليات البحث العلمى نفسه و تطويره و هكذا، ما أود قوله أن النظرة العامة لشخص لا يعرف التفصيلات تختلف بشكل كبير عمن قد يعرف التفصيلات او مطلع عليها، و إن النفعية مقياس رئيسى للتعامل مع الأمور، عالم اليوم ليس عالم حالم لكن عالم نفعى بإمتياز.
Post A Comment: