الأديب المصري / إبراهيم الديب يكتب خاطرة تحت عنوان "الفيس بوك  "


الأديب المصري / إبراهيم الديب يكتب خاطرة تحت عنوان "الفيس بوك  "



فى ثمانينات وتسعينات:القرن الماضي كنت اكتب كثيرا، كتابة على شكل يوميات وقصص وذكريات عن الطفولة فى عدة كشاكيل وأجندات ، وكراريس، لا أدعى أن كلها أو غالبيتها كتابة جيدة ،ولكنى أعتقد بأنها ليست: سيئة في مجملها،حتى أصبح عندى منها مجموعة كبيرة ،من بين هذه الكتابات سردية مطولة، أقرب لسيرة ذاتية عن حياتي منذ: دخول المدرسة حتى انخراطي في الجندية ،لم يتطلع عليها أحد إلا :زوجتي ولم تقرأها أيضاً بالكلية، كنت أكتب فقط ما أشعر به ولا يهمني تصنيف الكتابة لأي جنس من أجناس الكتابة تنتمي هذه الكتابة أو الفضفضة،.


قد يكون عدم رغبتي :أن يتطلع على هذه الكتابة أحد  شيء من الخجل أن يقرأ غيري مكنون نفسي ، أو كانت الكتابة في حد ذاتها كافية لي أنني ؛أفرغت ما  بداخل رأسي من أفكار وخواطر: على الورق لم ادرك جيداً حقيقة شعوري حينها. ولكن ما أعرفه، ومتأكد منه تماما أنني بعد الكتابة: كنت أشعر بسعادة ممزوجة براحة  نفسية لا أعرف مصدرها بالتحديد أنني أطلقت هذه الذي يؤرقني للخارج، ثم توقفت عن الكتابة بعد فترة طويلة، فما الجدوى من كل اكتبه  بما إنى لن أنشر منها شيئا ، لصعوبة :النشر في هذه الفترة وعدم تفرغى للكتابة, هذه الجملة الأخيرة كانت سؤال طرحته على نفسي؟ .


وفى يوم سألتني زوجتي: هل عندك جرائد من أجل شوى السمك فى الفرن,؟ فأنا من عادتى كلما تكدست عندى الجرائد والمجلات أتخلص منها حتى؛ لا تزحف وتحتل مساحة من المخصصة للكتب ، فكانت تأخذ هذه الجرائد والمجلات تجعلها في ركن لمن يرغب فى قراءتها من الأقارب والمعارف والجيران وما يتبقى تشوي به السمك فأعطيتها مجموعة من الجرائد القديمة، ولكن تقالتها ،فهى لا تكفي بالفعل عملية  الشو  ، فنظرت لكتاباتى القديمة والتى: تذكرنى دائمآ بعدم نشر أى منها  أو إتطلاع أحد عليها , أو إبداء الرأى فيها حسنا أو قبحا ، فوضعها معتلية الجرائد والمجلات القديمة لتكون في مقدمة دخول الفرن؛ لانجاز المهة,.


ولكن زوجتى رفضت فى أول مجرد الفكرة وقالت: أنها ذكرياتك القديمة وأنني عندما تزوجتها كان هناك الكثير منها :مكتوب فهذه الأجندات والكشاكيل: اقدم منها هنا في البيت، على حد تعبيرها ولكنى أقنعتها أننى متفرغ في الحالي ففط؛ للقراءة في  هذه الأيام، وأنني فقدت شهيتى تماماً في الكتابة، وأنا الكاذب فى ذلك لو تعلمون، فحملتهم غير مقتنعة بوجهة نظري و على مضض، ولكن لابد من شوي السمك وكان لسان الحال يقول: ندع غذاء العقول جانباً، لتكون الأولوية لغذاء البطون، وشاهدت: أفكارى وكتاباتى, بل و جزء من؛ عقلى ونفسى  وهو ذاهب للجحيم(لفرن السمك  )


بعد ظهور الفيس بوك قمت بإنشاء  صفحة وأصبح  :الفيس أصبح منبر للجميع تطل منه شخصية صاحب المنبر من خلال حروفه تعبر عن مكنون نفسه. فقمت بكتابة :  أشياء أعتقد أنها: لا تخضع لمقاييس القصة القصيرة .تستطيع أن تطلق عليها؛  سرد أدبى, أو مشاهدات حياتية. أو صور نفسية ,أو أى شئ المهم أنها ؛أيا كانت فهى تعبر عنى أنا بداخلها وهى جزء من نفسى حروف اقتطعها من وازفرها من روحي، أكتبها في أحيان كثيرة؛ بعفوية وبساطة دون تعقيد ولكنى أحرص كل الحرص :على الغوص داخل الشخصيات التى أكتب:  عنها  أشعر أيضاً على الأقل أثناء الكتابة أنني:أتوحد مع هذه الشخصيات: للحظات حتى أستطيع واتمكن من التعبير عما بداخلها من؛ صراع نفسى, وتراكمات خفية كامنة في أغوار الشخصية , تكون فى كثير من الأحيان  سببا لدوافع وتصرفات الشخصية على السطح ،وأخربش أيضا فى الأدب والفكر والفلسفة, وفى الشأن العام, ومجريات الأحداث .


ما أقصده هو أننى أشكر مارك مخترع الفيس بوك  الذى جعل لى منبر أطل منه على أصدقائى اللذين رأو  فى كتاباتى شيئا يستحق الثناء عليه كل الشكر والتقدير لكل من رأى فيما أكتب شيئا ذا قيمة ممتن لكل أصدقائى الرائعين...






Share To: