الكاتبة المصرية / دينا عوض تكتب نصًا تحت عنوان "أرسل أسفي إلي الدنيا"


الكاتبة المصرية / دينا عوض تكتب نصًا تحت عنوان "أرسل أسفي إلي الدنيا"

 


 أرسل أسفي إلي الدنيا، لم أتطابق مع معاييرها الفجّة، لم أتحرر من قيد الذاكرة، وامتداد الأشياء القديمة، لم أفجّر اليأس، وأخلق الآمال تباعًا، بل لبثت في باطنه منبوذةٍ، بأحلام مبتورةٍ، ورؤية ضبابيةٍ، وحين لُفظت من الظلام، ذهبت إلي ظلام أخر، لم أمتلك قنديلًا، بل كنت أتلوي من الألم وحدي، والنور الذي كان في مهجعي، كانت نار الخذلان، حاولت إخمادها، ولكن جذورها  القلب، فتعجز بلا حولٍ حتي مع كثرة الحيل ، وتركلك الحياة في كل موضع ألم،،فما لبثت أن هربت منها إلي لحظة شرود كامل، و أشرت إليها أنني آلفت الغرق، فازدادت هي تباعًا وصفًا لروعة وجمال اليابسة، فازددت يأسًا، وكأنها تترصد كل آلامي المكشوفة لها كنجوم في ليلةٍ صافية، والحقيقة أنها لا تعلم كم أنني اعتدت الهزيمة، فلم تعد تخيفني كثرة الخيبات، وبكل دمعة تليها أنسل شوك الهزيمة، وأكمل..واتكأ  علي روحي المرقّعة بثياب الأمل الأول، أمل الطفولة؛ قبل أن يتلوث بالفشل، في الظلال رأيت كل شيء في نفسي واضحًا، وكأنني علي هدنة مع التجربة، فلا أحد سواك يعلم قدر ما تعرفه أنت عن نفسك 

مازلت أرقب في ساعة الفقر تحولًا، ما زلت أصارع فتور دأبي، أتمسك بالرحمة الخفية، حين يوحي كل المدي بانغلاق تام، ومن ثم يشرع بأن ينبض بالحياة من جديد، ربما هذه أحلام الطفولة التي رقعّتها في ذاكرتي الطويلة المدي، ولكنني أريد أن أصدّقها، أريد أن أؤمن بالمعجزات، إنها نعمة لا يمكن أن تسلبها منك الحياة، فأحلام الطفولة أبعد من مبتغي الدنيا، كيف تفهمها؟ 

لم يتمني أحد قط المعاناة،. ولكننا قد أملنا في ما خلفها دول النظر للثمن المستحق، وفي عبوري، قلبي يحدثني؛ تذكريني دائمًا يفزعني الشتات الذي تحدثه العاصفة، ركض مستمر دون توقف، دون نهاية، دون مقابل، ولكن مازال هناك شيء بالداخل يؤمن بالمعجزة. 








Share To: