الكاتب المغربي / المهدي صغير يكتب مقالًا تحت عنوان "السيرة النبوية منهاج حياة." 


الكاتب المغربي / المهدي صغير يكتب مقالًا تحت عنوان "السيرة النبوية منهاج حياة."


إن الدارس لسيرة رسول البشرية محمد عليه الصلاة والسلام يجد أنها سيرة ومنهاج حياة قام عليه وعاش تحت ظله أقوام وشعوب، ولعل هذا مما يدل على ارتباط صدق دعوته عليه الصلاة والسلام وأنها دعوة خالدة في الناس إلى يوم الدين.

ونحن في مقالنا هذا فقط نريد الإشارة كيف أن السيرة النبوية رغم تباعد الأحداث ولكنها متناسقة فيما بينها مرتبطة بوقائعها، وهذا مما جعل المصنفين في هذا الباب أن يعددوا وينوعوا تصانيفهم في هذا الباب لما فيه من نصوص تجديدية، صالحة لكل زمان ومكان، ومحمد عليه الصلاة والسلام كان يدري قيمة هذا الأمر ومدى صعوبته ولا سيما أنها رسالة سماوية من عند الله تعالى وأنه يجب عليه القيام بها على أحسن وجه، فلذلك عمل خلال رحلة الدعوة المباركة بمرحلتيها السرية والجهرية على بناء مجتمع يقوم على أساس اخلاقي واجتماعي تكون فيه كل صفات التعاون والتكافل في ابهى صوره.

ولعل ابهى وأجمل هذه الصور، صور البناء المجتمعي الذي رسخ كل هذه القيم الفاضلة حتى وقتنا هذا.

_بناء المسجد: حيث كانت له رمزية دينية كبيرة في توحيد الصفوف ونبذ الخلاف.

_المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار: وهي مؤاخاة بين صنفين مختلفين من الناس في أرض واحدة، وهذا الخلاف الحاصل لا يعدو كونه خلافا في التقاليد والاعراف، ولكن حنكة وخبرة النبي عليه الصلاة والسلام كانت حكما وعدلا فيما بينهم حتى وصلت حد التوارث.

_وثيقة المدينة: التي تعد من أكبر المواثيق للإنسانية جمعاء، لأن فيها دلالات أن الأرض لكل الناس والبشرية يتعايشون فيها ويعيشون فوقها بسلم وامان، دون تخويف أو إساءة، وزيادة أنها وثيقة بين ملل مختلفة من يهود ومسلمين وغيرهم.

وهذا وغيره مما ذكره مصنفوا وكتاب السيرة النبوية العطرة سواء القدامى أو المعاصرون يدل على أن هذا النبي المبعوث للناس كافة ليس سوى مبلغ عن الله تعالى أحكامه وشريعته، بل هو رجل وقائد بنى دولة اجتمعت فيها كل القيم الإنسانية، وسيرته أكبر منهاج للحياة لمن أراد السعادة والفلاح، لذلك كتب لها البقاء لأنها دستور حياة وبناء مجتمعات تعلوا وتسموا فيها الأخلاق والمبادئ العليا.






Share To: