حديث الجمعة | من فضائل يوم عرفة بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف

 حديث الجمعة | من فضائل يوم عرفة بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف 

أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن القدوة الحسنة فى معنى السكينة بين الزوجين واليوم بإذن الله تعالى أحدثك عن بعضِ فضائل يوم عرفة

 لا حرمنا الله وإياكم من حج مبرور وزيارة سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم

       فضل يوم عرفة

إن الليالي والأيام، والشهور والأعوام، تمضي سريعا، وتنقضي سريعا؛ وهي محط الآجال؛ ومقادير الأعمال، فاضل الله بينها فجعل منها: مواسم للخيرات، وأزمنة للطاعات، تزداد فيها الحسنات، وتكفر فيها السيئات، ومن تلك الأزمنة العظيمة القدر الكثيرة الأجر (يوم عرفة) وقدتضافرت النصوص من الكتاب والسنة على فضله وسأوردها لك أخي القارئ حتى يسهل حفظها وتذكرها :

١- يوم عرفة أحد أيام الأشهر الحرم قال الله- 

عز وجل- : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [سورة التوبة : ٣٩]. والأشهر الحرم هي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، ومحرم ، ورجب ويوم عرفه من أيام ذى الحجة.

٢- يوم عرفة أحد أيام أشهر الحج قال الله - عز وجل- : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) [سورة البقرة : ١٩٧] وأشهر الحج هي : شوال ، ذو القعدة ، ذو الحجة.

٣- يوم عرفة أحد الأيام المعلومات التى أثنى الله عليها في كتابه قال الله - عز وجل- : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) [سورة الحج:٢٨]. قال ابن عباس –رضي الله عنهما : الأيام المعلومات : عشر ذى الحجة.

٤- يوم عرفة أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها منبها على عظم فضلها وعلو قدرها قال الله -

 عز وجل- : (وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) [سورة الفجر٢]. قال ابن عباس – رضى الله عنهما - : إنها عشر ذى الحجة قال ابن كثير: وهو الصحيح.

٥- يوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة: قال النبى صلى الله عليه وسلم : (ما من عمل أزكى عند الله - عز وجل- ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه الدارمى

٦_يوم عرفة أكمل الله فيه الملة، وأتم به النعمة، قال عمر بن الخطاب –رضى الله عنه- : إن رجلا من اليهود قال : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال : أي آية؟ قال: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا) [ سورة المائدة:٥]. قال عمر – رضى الله عنه- : قد عرفنا ذلك اليوم الذى نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.

٧- صيام يوم عرفة : فقد جاء الفضل فى صيام هذا اليوم على أنه أحد أيام تسع ذى الحجة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها فعن هنيدة بن خالد-رضي الله عنه- عن امرأته عن بعض أزواج النبى صلى الله عليه وسلم قالت : (كان النبى صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذى الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر : أول اثنين من الشهر وخميسين)رواه أبو داود 

كما جاء فضل خاص لصيام يوم عرفة دون هذه التسع قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة : يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم فى الصحيح وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف.

٨- أنه يوم العيد لأهل الموقف قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام ) رواه أبو داود  

٩- عظم الدعاء يوم عرفة

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة

. قال ابن عبد البر – رحمه الله - : وفى ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره.

١٠- كثرة العتق من النار في يوم عرفة قال النبى صلى الله عليه وسلم : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم في الصحيح.

١١- مباهاة الله بأهل عرفة أهل السماء قال النبى صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يباهى بأهل عرفات أهل السماء) رواه أحمد

   ١٢- التكبير : فقد ذكر العلماء أن التكبير ينقسم إلى قسمين : التكبير المقيد الذى يكون عقب الصلوات المفروضة ويبدأ من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى) .

وأما التكبير المطلق فهو الذى يكون في عموم الأوقات ويبدأ من أول ذى الحجة حيث كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجون إلى السوق يكبرون ويكبر الناس بتكبيرهما) والمقصود تذكير الناس ليكبروا فرادى لا جماعة .

١٣- فيه ركن الحج العظيم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة) متفق عليه.

هذا ما تيسر جمعه سائلا الله أن يتقبل منا ومن المسلمين أعمالهم وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.

رزقنى الله وإياكم حجا مروراً ودنباً مغفوراً وعملاً متقبلاً مبروراً