الكاتبة الصحافية المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "تَعقُّد التركيبة البشرية" 


الكاتبة الصحافية المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "تَعقُّد التركيبة البشرية"



 تَعقُّد التركيبة البشرية : 

نجد أنه من العسير فهم طبيعة المرء ، فالإنسان عبارة عن خليط من التناقضات ، مجموعة من الأضداد التي تساهم في تشكيل شخصيته ، فهو أشبه بماكينة تتألف من مجموعة أسلاك متداخلة تعمل بآلية معينة لتؤدي الغرض الذي أُنْشِئت من أجله ، كتفاصيل تلك الخلايا والأعضاء التي يتكون منها جسده والتي تحتاج للدراسة لسنوات طويلة حتى يفهم طبيعة عملها ووظيفة كل منها ولِمَ خلقها الله على هذا النحو ، فعلينا أنْ ندرك أن تلك التناقضات لا تعنى بالضرورة أن الإنسان منافق بشكل دائم وإنما هي طبيعة تصرفاته وسلوكياته التي قد تتغير من مرحلة لأخرى بحسب المواقف الحياتية والتحديات التي يتعرض لها بين الفينة والأخرى و قد تتبدل أيضاً بحسب البيئة المحيطة به وأماكن تواجده والعوامل المؤثرة عليه وكيفية النشأة والتربية التي تختلف من شخص لآخر وقد تصدر بناءً عليها أحكام مِمَّن هم أكبر منه بأنها خاطئة أو غير لائقة وهذا ينبع من تَغيُّر التفكير من مرحلة لأخرى ومن هنا يظهر التباين الواضح على مختلف البشر وكذلك النضج الذي يكتسبوه بمرور الوقت والتجارب المختلفة ، فمعيار الصواب والخطأ يختلف من شخص لآخر بخلاف الحلال والحرام فكلاهما بيِّن لا غبار عليه ، لذا فالكائن الحى مُعقَّد ربما أكثر تعقيداً من جزيئات الذرة ومكوناتها متناهية الصغر ومن أي أمر آخر قد نعتقد أن ليس له مفهوم ثابت أو معنى واضح طوال الوقت ، فرَدات الفعل بالطبع تؤثر في تكوين شخصية المرء وربما تظهر من خلالها تربيته ومبادئه وقيمه وهل هو متمسك بها أم أنه يفرط فيها مع أول تجربة حقيقية واصطدام بالواقع المحيط ؟ ، الكثير من الأمور التي تثبت حقيقة ذلك الأمر وهو أن الإنسان معقد إلى أبعد حد ، أكثر بكثير من الماديات والموجودات التي يحاول اكتشافها من حين لآخر ولن نتمكن من فهمه بالشكل السليم ولو عشنا فوق عمرنا عمرين ، فتلك هي الطبيعة التي خلقنا الله عليها وربما كان لها تأثير عميق في ظهور تلك الإنجازات التي يحققها كل منا دون النظر لأية أمور أخرى غير قادرين على الوصول لتفسير لها ، فلقد تغير الإنسان كثيراً عن الماضي ، عن ذلك الإنسان البدائي الذي كان مكتفياً بالسعى وراء المأكل فقط لا غير دون الرغبة في فهم العالم المحيط ولم يكن يشغله التطور والتطلع والاستكشاف حتى يتوصل لذلك العلم الثري الذي يساهم في تطوره وخروج عقليته على تلك الشاكلة التي قد تبدو مُعقَّدة للكثير منا ولكنها مجرد طبيعة فذة وضعها الله في أغلب البشر  حتى يُميِّزهم عن غيرهم من المخلوقات وحتى تُمكِّنهم من أداء مهامهم على أكمل صورة دون أي تقصير أو تفكير في ذلك التكوين الداخلي لهم فهم مشغولون بخلاصة أفكارهم باستطلاع البيئة المحيطة والتطور الذي يطرأ عليها من آن لآخر ...






Share To: