الكاتب السوداني / أحمد سليمان أبكر يكتب مقالًا تحت عنوان "التلاقح الثقافي"
***
التلاقح الثقافي هو عملية غرس بعض السمات الثقافية والأنماط الاجتماعية السائدة في مجتمع ما في ثقافة أخرى عادة ما تكون مختلفة بعض الشيء عن سابقتها، مما يحدث تغيراً مرغوباً ينعكس على الثقافة في هذا المجتمع ولا سيما على أدبه مما يدعو إلى التجديد فيه، ومن هنا يعطي التلاقح بعداً إيجابياً يفيد المجتمعات ويؤدي إلى نقل التجارب الشخصية للتعريف بالقيم والاتجاهات التي خضعت لها الشخصية في مجتمعها الخاص بها وإضافتها إلى معجم المتلقين للاستفادة منها.
إذن تكمن أهمية التلاقح الثقافي في أنه يعطي دافعاً إيجابياً لدى الأفراد في مجتمعاتهم المختلفة لإبراز ثقافتهم من خلال النوع الأدبي الذي اشتهروا به مع الاطلاع على ثقافات أخرى تسهم في إنجاح العمل الأدبي وتكشف عن سعة إطلاع الأديب مثلا، ويشبه التلاقح الثقافي بعملية إخصاب الزهرة لإنتاج البذور، فهي بذلك سمة حضارية تكسب الأديب تنوعاً في وسائل إنتاجه، وتحثه على إنتاج قدر كبير من الآداب المتـــحققة بســعة اطلاعه وقراءاته الثقافية دون
المساس بهويته أو أبعاد مجتمعه الذي ينتمي إليه.
ختاما التلاقح الثقافي يلعب دور فعال في صهر الثقافات،بصورة تراكمية مقبولة وسلسة تؤدي بدورها في ترسيخ مفاهيم إيجابية نحو السلام والاستقرار والعيش المشترك، الذي يقود بدروه هو الآخر إلى إيجاد أرضية مشتركة ومجتمعات سليمة وواعية وخالية من العقد والمشاكل والتعددية ثقافية، ومقبلة على حياة الجد والعمل وتحسين الإنتاج بهمة عالية وروح متسامحة.
***
Post A Comment: