الكاتب السوداني / علي البشاري محمد يكتب نصًا تحت عنوان "ذات خذلان"
عندما أحببتكِ ظننتُ أنكِ شيئًا يدوم طويلاً ، ليس كان في الحسبان موعد خذلان ينتظرني، بعده اهديتنني تلكَ غيبوبة الخذلان التي دامت إلي عامين وستةُ أشهر، ها أنا اليوم أنتفضتُ من تلك المواجع، أستعيدته نفسيُ وأمسكَ بقلميّ وأكتبُ عن ذاتي أصبحتُ خالي الرغبة من كل شيء حتى أُفتقدتُ ذلك الشقف، و الشعور، العاطفي عندما خذلتننىُ، تعلمين أنكِ السر في ذلك أحببتكِ حباً بحجم يفوق جبل احد طولاً وعرضاً، ووضعتكِ في دواخلي كوصية أمِ إلي أبناتها أن تحافظ علَى أخواتها، مكانكِ في سواد عيوني، وحملتكِ في داخلي، كأم تحمل ابنها الرضيع وتخشى عليه التعب و المآساة ، وجعلتكِ كل أشيائي دنيايا، وطني، وأملي، محياي، ومماتي، وأنكِ الملتجئا الوحيد في حياتي من دون العالم، في أثناء غيابكِ ليست أحساس فقط وهي حقيقة أننيُ بدونكِ ناقصُ ولا شيء يكمل باقي أيام إلا أنتِ، أحببتكِ لدرجة أنكِ فوق كل العالم أجمعين لا أحد غيركِ أصبحتِ لي بمثابة عشرتيُّ وأكسجين و الشاش الذي أضعه في جروحي عندما أنجرح، لكنكِ بدون رحمة وضعتِ في دواخلي سهم الوجع والندم والقهر الحرقة، بدل ما كَنتُ أتنفُس أوكسجين الفرح والسعادة، جعلتيني اكثر بوؤساً ولا أثق في أحد، وأحب السهر مع هاتفي، ارى أحاديث البشر إلا نفاقاً و زيفاً، ولا حتى يعجبني اهتمام من احد، ولا يهمني من دخل حياتي أو خرج، كل الأشياء اللمعة أصبحت لا تعني لي شيء او تطيب خاطري.
Post A Comment: