الشاعر والأديب التونسي / عماد الدين التونسي يكتب نصًا تحت عنوان "إٍبْكِ يا قلْبْ"..
بيْن أحضانِ الحُلم عرفتُها، بيْضاء الثّلج..جمعتْنا لحظاتُ اْلفرح ،بِسرها وعلنِها،بِنبض نبْع اللِّقاء و حرْفُ النِّداء..كان الغرامُ ربيعيّا،قبْل أن يغْزوني الشِّتاء على جناحِ الشُّموع.. لكنّني هويْت ،لِأراني غارقًا جزُوعًا..
ليْلى،زمِيلتي في الفصْل ،كانت تنْتشي بِمشاهدة عِراك الأطفالِ ،لتصفِّق للفائِز .لِهذا إِستعنت بِفريدٍ صدِيقي ِلتنفيذ خطّةٍ مُقابل مبلغٍ قدْره خمْس ماِئة مليمٍ ، نظِير وجْبة الضّرب، ونصْف المبْلغ لو أُعجبت بي ، ووافقت على رفْقتي .
في اليوْم الموْعود، وحسْب الاتِّفاق رفعْت يدِي للكمِه على الطّريقة الهُليودية ، لكن وقبْل أن يسْقط على الأرْض، استبقت نظري صفْعة قوِّية ،لِأرى النّّجوم في وضحِ النّهار ، كان الأخُ الأكبرُ لِشريكي ، جاء ليصْحبه لِلمنزل،فجعلنِي عِبرة لِمن يعْتبر، أمام بيْضاء الثّلج، ليُمسي وجْهي أسود مِثل أسْفل القِدر.
عُدت بعْدها ،لأجِد نجْم الثُّريا مُلازمة لِفريد، يتبادلانِ الْحديث والأقْلام بالأسْنان لا بالأصابِع،لتتناثر دُروبي.. ودّعتها، وما ودّعت ليْلي .فرسائِلي ماإنْتهى حِبرها بعدُ. لتتشابك روافِد الدّمع الغزِير سحاب أمْطار،سمِيرها حزْن يدكُّ ضُلوعي.
مرّتِ السّنواتُ وما نسِيت الذِّكريات ،كُنت أسْتمع ِلأغاني بعيْنها "كفاتِ الْمِيعادِ" لأُم كلْثوم أو "تُخُونُوه " لعبْد الْحليم حافظ. لِأنثر أحاسِيسي على كُراسي.وأرْسم مايُخالجني ويأسِر قلْبي .لِأروي مآسِي صبْري في تمْتمات الشّوق والحنِين .
وأذْكر أنّي على كُراس ذِكرياتها وبِقلم أحْمرٍ جافٍ ،عامرٍ بالتّوق، كتبْت لها : ؛ "هنِيئا لكِ.!يا مرْجل أشْعاري وعلوّ أفْكاري،يا رسْما سألْقاه ذات نبْت خُشوع"..
وكبرْنا، وهطلتْ ثُلوج كثِيرة، وفاضتْ أنْهار عديِدة .بحثتْ عن ليْلى ، بعْد ثلاثِين سنةٍ عثرتُ أخيرًا عليْها. طلبتُ صداقتها على الفضاءِ الأزْرق ..كانت صفْحتها،قلِيلة الصّور، والذِكريات. لقْد تزوّجت مِن صافِعي كما وضٍح مِن الصُّور. وظهر لِي أنْ أكْتب لها على الْخاص : "هنِيئا لكِ..أنا لمْ أنْسكِ ،لكِنني لا أعذلِك فقدْ تهاوى قلْبي كدرًا..وأضْحى الحُزن سائِدا وقنُوعا.."
وكما قالتْ جدّتي رحِمها الله:"إِبْكِ يًا قَلْبِي عَلْلِّي مَاتُو ..
وَمَا تِبْكِ علْلِّي فًارْقِكْ فِي حِيًاتُو.."
Post A Comment: