الشاعر والأديب المغربي / نورالدين بنعيش يكتب قصيدة تحت عنوان "لا أقل ولا أكثر"
******
آن الأوان أن تأسريني
طوال الايام؟
أو تسحبيني من تحتي
وترمي بي إلى
بحر لا ساحل له!؟
وقد وقعت أخيرا
في شراك الغرام ...!
وقع نتوءات الشاطئ في
سيل الماء الجارف
عبثا أحاول أن اصمد
كما كنت دائما
فلا شيئ هنا أسند
إليه ظهري
سوى ركام من لا شيء
لا أقل ولا اكثر
وكثير من الاوهام ...!
أما هنالك
حيث ضربت الاوتاد
وشدت حبال الخيام
فلم أجد غير كرسي
شوق خضّلته دموع فراق
وصحبة ينهكها السهاد
لوّح بشرتها وهج الشمس
وملح الدمع
يئست من أقداح المدام
يممت وجهي نحو
ظل مخروم بالسهام
يتعذب كثيرا
على غصن الانتظار
فدبّت رعدة في كياني
كأني بت لا اقوى
على القيام
حتى لغة شعري
عجزت هي الأخرى
في دجى الظلام
أن تتهجى واقعي
وحالي ...
أنا الذي صرت ثملا
بتهكم الاضداد!
حينا أراني أعذل العشاق
ضد الهيام ....!
وحينا آخر أجدني
ساقطا وقلبي
على أرضية امرأة
قلبها من رخام
بقدر ما هي خجولة
يخنق الحياء بوحها
حين تظفر بطيفي
فتنقطع عن الكلام
بقدر ماهي عنيدة
لا تخجل أبدا...
من إشهار سيف عنادها
في وجهي
على مرأى الأنام!
هواها اعصار رماني
كريشة في مهب رياح الهجر
حاولتُ أن أجمِّل أحزاني
بابتسامة شاحبة كليْلة
من ليالي خريف
تعكس ملامحي على الدوام
أقطّر قطرات دمعي
في كأس فراغي!
ثم أسكبها على كل حروفي
لتغتسل بغاسول كدت
أشرق به...!
وعلى كلمات تسكن معي
في ضجري
في سكوني....
في وحشتي
وخلوتي...
عرّيْتها من كل الحركات!
وأبقيت عليها سكونا صامتا
تهجٍّيها يصعب على العوام!
إلى أن أحضَرتكِ اليَّ
ريح السلام
فوحدكما من تملكا جوابا
لاستفهام وجعي
ولأسئلة وجع السحاب
والغيام!
تملآن به آفاق الفضاء
تزيلان كل لبس عن لغتي
تفكان طلاسمها
وطلاسم عاشق الحمام!
Post A Comment: