الكاتبة والأديبة المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "التعامل السوي" 


الكاتبة والأديبة المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "التعامل السوي"


قد يرى البعض أن التعامل بالمِثل هو الحل الأمثل لتلافي أي خسائر للنفس أو للآخرين ولتجنب المشكلات أيضاً ولكن ليس بالضرورة أنْ يكون ذلك الاعتقاد حقيقياً ، فالتعامل إنما يكون لله ، إرضاءً له ، ابتغاءً لرحمته وغفرانه ونيل جنته ، فنحن حينما نَرُد الإساءة بالحُسنَى نطمح لهدف أسمى من مقابل زهيد من البشر ، فأي أمر نقوم به يتحتم أنْ يكون خالصاً لوجه الله فقط دون انتظار شيء من بني البشر فبذلك لن نندم على تقديمه كما سترتاح ضمائرنا ولن نُعذِّب أنفسنا في مقارنة أحوالنا بالغير فيما يتعلق بمسألة التعامل المباشر مع البشر ، فَلْنتقِ الله ونحاول أنْ نُميِّز أنفسنا عن الغير ونُطبِّق مقولة الدين المعاملة دون الانجراف وراء تلك المهاترات ، فنحن لسنا في انتظار تقييم من أحد فالله هو مَنْ يعلم ما نخفيه بصدورنا وما هو مكنون بنفوسنا تجاه الآخرين فلن نستطيع التلاعب من خلال التعامل الملتوي مع الغير لكسب وِدهم أو الوصول لمصالح شخصية دنيئة من ورائهم ، فلا بد أنْ نعي تلك المفاهيم جيداً ووقتها لن نشقى مرة أخرى ولن تُرهِقنا أفكارنا المشتتة التي قد تجعلنا نتصرف على نحو غير سليم أو سوي يُخالف الفطرة التي خلقنا الله عليها وميَّزنا بها فقررنا الإطاحة بها دون عناء التفكير في نتائجها المُجزيَّة التي تُعيد النفع علينا في حياتنا وبعد مماتنا بفعل ترك البصمة الطيبة في قلوب الجميع ، أما فكرة الانتقام ما هي إلا مجرد وهم في أذهاننا فلنترك الأمور لعدالة السماء وسوف تُرَد إلينا حقوقنا في القريب العاجل دون أي تَدخُّل منا أو اللجوء لأسلوب مُنحَط يعادل أسلوب الخِصم الذي يعادينا ويحاول إيقاع الظلم علينا طيلة الوقت ، فلنعتبر أن ذلك التغاضي سوف نُؤجَر عليه وكأنه بوابة العبور للطريق المستقيم المؤدي للجنة ونعيمها والبُعد عن شقاء الدنيا و مراوغة وخداع البشر ووجوههم الماكرة المُتقلِّبة المتلونة التي يتصيدون بها ما يرغبون مهما كانت الطريقة مؤذية ، فلا داعي لأن نصبح مثلهم ذات يوم ، فكل امرئ سيحظى بعاقبة ما يُمْلِيه عليه ضميره فلنتيقظ قبل فوات الأوان وضياع فرصة التوبة والعودة لطريق الرشد والصواب ...




Share To: