الشاعر والكاتب المغربي / عاطف معاوية يكتب قصيدة تحت عنوان "مكالمة فارغة"
أنتظرُ غيمة حبلى آتية من جهة الغابة، وحيدةً تعرج ببطء، لكنها قادمة بأغاني الفرح.
صديقي يقرأ شعر لوركا ويفتح يده اليمنى للكلمات التي تسقط من فمه كلما انتهى من قصيدة.
صديقتي تلتقط للنوارس صورا، وتصفق كلما اختطفت عدستها صورة لنورسٍ يحمل بحر صوته للقرية.
طفل بِسمكة، يتابعُ صيده، ويبتسمُ حظهُ للبحر
...
موجتان
موجتان
ولا أحد يحمل أزرار التحكم
لا أحد يرقص حين يَتراقصُ البحر على شاطئه
يشبهني هذا الطريق الذي يكاد أن ينسى ملامحه
موجتان، ويدٌ تَجلسُ خلف أجنحة كثيفة للشتاء
موجتان
ويرمي طفل غيمةً تترك أعضاءها مبللة
موجتان
وخلف طاولتنا قهوة منتصف الظهيرة
تجرُّني في طوابير الخيبة
كي أخبئَ أقنعة الوقت ومساء الأحد
...
موجتان
وتصعد السلالم إلى صوت النَّدم
تطل "مَيْمُونَة"، ترى الليل وصيادين يطيلون الغرق
حارقة هي المساءَات الحافية من صدور نساء
ينفضن غبار القبلات من شفاهن
ويموت الشاعر في عزلة كنايته
وتحملقُ الوردة وحيدة كما الشمس
يدخل الظل إلى غيابه شاحبا في القصيدة
...
موجتان
وتبتعدُ العاشقات في اتجاهِ رياحٍ عاريةٍ،
يطل من "بَارْ بْلَايَا" صباح في كآبته
يسقطُ أكثر حينما يتذكر كيف يبدأ البحر صراخه
كلما تعانقتْ موجتان حائراتان
...
موجتان
عناق ودخان، ساق بيضاء
وغريبٌ، لِيَنْبُتَ بداخلي عطش غيمة ورائحة رياح شرقية
تهربُ ليلا ونهارا تستظل بداخلنا
نحنُ والموجتان
...
موجتان، ويستريح البحر من صيفنا
وتعشِّشُ يد البرد فينا
موجتان ويكبرُ الليل في نومنا، وننسى العاشقات
موجتان، ويستريح البحر من صيفنا
موجتان، موجتان يَنْقلانِ فوضى ضحكاتِنا لِشاطِئِنا
وننسى أحلامنا المعطلة
ونتذكر
مِلحنا في عُلوِّ الغيمات المُعلّقة المُوحلة.
Post A Comment: