الأديب المصري / محمد إبراهيم الفلاح يكتب قصيدة غَـــزَل عَفيف


الأديب المصري / محمد إبراهيم الفلاح يكتب قصيدة تحت عنوان "غَـــزَل عَفيف"



قيلَ : زِدْ ، قلتُ : وَمَـنْ يَستمِعُ ؟

قيلَ : كُـلٌّ ، قلتُ : لـٰـكِـنْ لَــنْ يَعوا




مَنْ يَعي، قيلَ، قَصيدًا غامِضـًا ؟

قلتُ : حِبٌّ بالوَصايا يَصْدَعُ




قيلَ : أضغاثٌ.. فما تَوصيفُها ؟

قلتُ : إحساسٌ ، فَمَنْ يَــتـَّــبِــعُ ؟




قيلَ : كُنْ نَسْــلَ فُلانٍ إنـَّـمـا

شَدوُهُ سِحرٌ لنا مُنتَزِعُ




قلتُ : ما ثُــوِّبَ مِن إِكثارِهِ ؟

إنَّـهُ الخادِعُ والمُنْخَدِعُ




قيلَ : بَغْيٌ قالهُ عَنْ حَسَدٍ

قلتُ : إنَّ الرَّيبَ فِيكُمْ يَرتَعُ




قيلَ : ما ضَيرُ كلامٍ سافِرٍ؟!

قلتُ : صالٍ قَبْرُهُ لا يَسَعُ !




طـَـهِّروا الشَّاعِرَ مِن قارِعَةٍ

إنْ تَصونوا الشِّعـرَ فَـهْـوَ الأمْتَـــعُ




وَابتَغُوا شِعرَ عفيفٍ وَسَمـا

أو فَخَـلـُّـوا سَمعَكُمْ وَارْتَـدِعــوا




ذاكَ مَنسوبٌ إلى العَلَّامِ في

قَولِهِ، هَلَّا بَدَا مُستَقْنَــعُ؟




كم زَكيٍّ أَنْعَمَ اللَّهُ على

شِعرِهِ كيــلا يَمِيدَ الأَمنَعُ!




ثُمَّ لم يَخشعْ سوى ذو مِرَّةٍ

شِعــرهُ شَــدوٌ وَضـــيءٌ يَـرْفَـــعُ




أينَما كُنتَ يَفِدْ شِعرُكَ في

نَفسِ مَنْ يَفهمُه ُ أو يَدَعُ




لا تَدَعْ سَمعَكَ فيما يَقتَني

كَثَــرى الصَّحراءِ مُهلًا يَضَعُ







كم لِمَنْ قـَـد نُزِّهوا مِن عِــَظـمٍ

وَبَوارٍ صارَ لمَّا أوَضَـعُــوا




الغُـوَاياتُ سُطورٌ فابتعِدْ

إنَّ غَرسَ الشَّــرِّ ذَنــبٌ يَمنَــعُ




وفسادُ الشِعرِ وَيلٌ يَسطَعُ

حُمرة الآصالِ منهُ تَـفزَعُ




فانشدِ الشِّعــرَ بِما نَعلــو لهُ

فـَـيَـلِي الدَّيجورَ شَمسٌ تَسطَـعُ




أسكتِ السَّافِرَ من وَصفِـكَ يا

أيُّـهـا المُنظِمُـهُ إذ تُبدِعُ




إنَّـما القَولَة ُ خَطبٌ جَلَلٌ

فَمَتى قـُلـتَ : استَزِدْ... لن يَسمـعُوا




الفضاءاتُ قراطيسٌ حَوَتْ

شأنَ كُلِّ الخَلقِ لمَّـا استَودَعوا







لم تَجِدْ مأوًى سوى في وَرِعٍ

ولِذا فاقَ العُقولَ الوَرَعُ




كم لدى الخالِقِ مِنْ مَسألةٍ

جابَها شِعرُ التَقِيُّ الوَرِعُ




هُوَ دُرٌّ مِنْ لَدُنْ واجِدِهِ

بِسِــوَى أمثالِهِ لا يُودَعُ




جَعَـلَ الرَّحمــنُ في الشِّعرِ هُدًى

وَهْـوَ سِــرُّ الله فيهِ يَقْبَــــعُ




مِنْ بُناةِ الشِّعرِ يُستَهــدى وما

يُبتَغَى أو يُرتَقى أو يُنزَعُ




فترَدَّى كُلُّ مَنْ شَبَّهَهُ

بِمَفاهيــمٍ لَهُ تُبتَـــدَعُ




أنْ تَعِي شِعرًا بِما وَصَّفَـهُ

فَهُوَ الأصْــدَقُ وَالمُتَّـبَـــعُ







قَصيد: قطعة من الشعر سبعة أبيات حِبٌّ: مُحِب يصدعُ: يجهر بالشيء دون خوف أضغاثٌ: جمع ضِغث والمقصود الكلام المختلط الذي يصعب تأويله ثُوِّبَ: جُوزِيَ سافِر: صريح لا حياء فيه.

صالٍ: من الفعل صَلِيَ وهو المحترق في النار

ارتدع: كَفَّ وامتنع عن الشيء يميد: أصابه غثيان أو دُوار أو اضطراب يضعُ: يُنتجُ أو يَلِدُ بَوار: هلاك أوضعَوا: أسرعوا في الشَّر يُستهدى: يُطلبُ كَهدية










Share To: