الكاتبة السودانية / تودد الألفي تكتب "أتتكَ السعادة"


 

الكاتبة السودانية / تودد الألفي تكتب "أتتكَ السعادة"


بين مدٍ وجزر وانعطافاتٍ لا حصر لها، تَعيشُ الحياةَ آملاً النجاة يوماً.

حزنٌ وضجر، يتملّك قلبكَ بين الحين والأخر، فتأخذكَ الحياة على محملِ الجَد دائماً؛ فلا هيَ تبالي بهزلية طَبعِكَ ولا أنت لها من المُدركين ...


تأتيكَ الأوجاعُ تزفها الخيباتُ زفاً، وترقصُ على سوء موسيقاها الوعود الكاذبة وكلُ من انتظر وخِيِب، فَتَحَطُّمُ الآمال بات مُيسراً وهَيْن.


تثورُ أنتٓ، والحياةُ تثور، فلا تنالُ انتصاراً ولا في وجهك تُرفع رايةُ القُبول.

فنُعلنُ الحربَ يأساً من انتظار السلام، فتندلعُ مُبكراً ونخوضها غير آملين جلباً للغنائمِ أو حتى الانتصار.


شؤم أليس كذلك!

ما ذكرته آنفاً ليس من واقع الحياةِ حتماً، وإنما من تصوراتِ كل عقلٍ متشائم!

جهولٌ بالحياةِ وفَنِّها، وبأساليبِ التعايشِ وعقائد السلام ومعنىَ التفاؤل.


كيف لعقلٍ تدثّرَ ضجراً ويأساً ونسِيَ أنّ الصبر مفتاح الفرج، أن ينال تفاؤلاً! 

وكيف لقلبٍ بالسوادِ تَلونَ وللقناعةِ أنكر أن ينال سعادةً!

عزيزي، للحياةِ سر إن أدركته أتتك السعادة على عجلٍ ترجو الخلود على قلبك وتُزيلُ كل أسباب الغمٌّ والهموم.


كن قنوعاً بما عندك، شاكراً الله على ما أتاك من نِعم، ناظراً إلى الموجود عندكَ قبل المفقود.

باسماً ثغرُك وإن أقامت الهموم على صدرك كل ليلةٍ ميلاداً جديداً، فبِتَبَسُمكَ حتماً تُقْهَر وترحلْ. 

حارب وأنت واثقاً أنك ستصل، فمتعة النجاح تكمنْ قبل الوصول.


هنا يكمنُ سر الحياة، في القبول والتضاد.

السعادة لا وجود لها إلا بعد حزن، والحُبُ خُلقَ ليُمحي الكره، ولن تتذوق طعم النجاحِ دون عثراتٍ وفشل، والفرحُ من رحم الكآبةِ يُولد. والأملُ بعد اليأس حياةُ أخرى، واختلافكَ يُمَيْزُكَ. فكن داعماً فخوراً بذاتكَ.


هكذا نَعِيْشُها بكل الألوان ... 

فما خُلقت الحياة بالأسود والأبيض فقط، وإنما بالألوان تَجمّلت، فأتقن بريشتك ما يحلو لكَ مستخدماً كلَ لونٍ في مَوضِعهُ الحقيقي، فإن أتقنتَ رسمكَ جيداً، حتماً أتتكَ السعادة.




Share To: