حديث الجمعة  | القدوة الحسنة  62 بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف 


حديث الجمعة  | القدوة الحسنة  62 بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف


أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن القدوة الحسنة فى فضائل الصدق وآثاره واليوم بإذن الله تعالى واخدمتتالأ للحملة الدعوية التوعوية التى أطلقها الأزهر الشريف من دروس الهجرة المباركة.        بر الأمان 

فى هجرةالسلوكيات المنحرفة التى تؤثر بالسلب على الفرد والمجتمع 

وإليكم بعض هذه السلوكيات وبعض طرق علاجها سائلاً المولى عز وجل لى ولكم السلامة فى الدين و الدنيـا والآخرة 

من هذه السلوكيات

السلوكيات القبيحة المنتشرة بين الأولاد 

ومن هذه السلوكيات: الكذب _السرقة _السباب

(1) الكذب فالكذب من أقبح السلوكيات وأخبثها، لأنه مفتاح الجرائم، وبه تؤتى السيئات، والأفعال القبيحة، ولذلك قال رسول الله - ﷺ -: ((..... وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار إلخ الحديث المتفق عليه..)) الحديث. وهو صفة ذميمة من صفات المنافقين، لقوله - ﷺ -: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان))رواه البخارى  فهي صفة لا تعود على صاجها إلا بالخسارة في الدنيا والآخرة، فمن خسارة الدنيا؛  فقْدُ ثقة الآخرين وبُعْدُهم عنه، وفي الآخرة؛ غضبُ الله - عز وجل - ودخولُ النار.


ومن الأسباب التي تؤدي إلى اكتساب هذه الصفة بسهولة:

١- القدوة السيئة: فحينما يجد الطفل من حوله في البيت يتحدثون فيكذبون، ويوعدون فيخلفون، فأنى له أن يتعلم الصدق؟ فكما يقولون: (لا يستقيم، والعود أعوج)، وأيضاً (إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص)

٢- سوء معاملة الآباء: هناك بعض الآباء لا يحسنون معاملة أطفالهم، فهم ينشرون الرعب في البيت، ويعالجون الأمور بالعقوبات الساخنة والتوبيخ القارع والتشهير والسخرية مما يضطر الأبناء إلى الكذب عند حدوث أي تصرف خاطئ منهم خشية وقوع العقوبة عليهم.

٣- قرناء السوء: ومن العوامل التي تساعد الولد على اكتساب رذيلة الكذب، اختيار رفقاء سوء يلعبون معه، والطفل بطبيعته يحب اللعب، ويقضى معظم وقته مع رفقائه الذين يتصفون بهذا الصفة القبيحة، فيكتسبها منهم.

4- القصص والأساطير الخرافية: كثير من الأمهات يقصصن على أبنائهن عند النوم قصصاً لا أصل لها من الصحة، وأحيانا يرى الأطفال في التلفاز بعض المشاهد الخرافية، أو يقرأ القصص الذى يأتى به الأهل، أو من المدرسة، ومعظمه يحتوى٠ على قصص خيالية

. طرق المعالجة:

١- امتثال القدوة الصالحة: فلا يتحدث الآباء إلا بالصدق مزحا كان أو جدا، يوفون بوعودهم لأبنائهم للناس، فينتشر الصدق في البيت، وحينها يصعب على الأولاد أن يكذبوا، لأنهم اكتسبوا هذه الصفة من آبائهم، وتعودوا عليها، وإذا حدثت شاذة وكذب الولد فسرعان ما يعود إلى صوابه، ويصدق، لأنه لم يتعود الكذب.

٢- حسن معاملة الأبناء: 

لا شك أن معاملة الأبناء بالحكمة والعطف والحنان من الأساليب الهامة الناجحة في تربيتهم، فبالحكمة والموعظة الحسنة ينصحون أبناءهم، وبلين الكلام يدعونهم إلى الخير، ويشعرونهم بأنهم ذوو تقدير واحترام. فإن ظهر من الأبناء خلق جميل وفعل محمود ينبغى علينا أن نكرمهم ونكافئهم عليه بالهدايا وبالمدح والثناء. وإن حدث منهم تقصير أو مخالفة في بعض الأحوال، فلا ننسى لهم حسن صنيعهم في المرات السابقة، ولا نوبخهم بما لا يليق بهم أمام الناس حتى لا نهتك سترهم. وليكن من الأحسن معاتبتهم سراً بما يتناسب مع طبيعتهم، وكثيراً ما نعف عنهم لصدق حديثهم، فإن في ذلك حافزاً لهم على الصدق دائماً، ونعظم لهم فعلهم بالحكمة وحسن الخلق حتى لا يعودوا إلى فعلهم مرة أخرى. لأن هناك بعض الأولاد تأبى طبيعة تربيتهم سماع اللوم والتأنيب. فبالرحمة واللين والحكمة نصل بأبنائنا إلى أعلى درجات التربية

٣- اختيار الرفقة الصالحة: من الأمور الهامة التي يجب أن يتبعها الآباء، هو اختيار الرفقة الصالحة لأبنائهم، وحثهم على ذلك بالقول الحسن والأحاديث النبوية التي تحثنا على ذلك والتى منها: قال رسول الله - ﷺ -:"مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كمثل حامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك (أى يعطيك)، أو تشترى منه، أو تجد منه ريحاً طيباً، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، أو تجد منه ريحاً منتنة" [رواه الشيخان]. وقال رسول الله - ﷺ -: "لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقى) [رواه أبو داود والترمذى]. وقال رسول الله - ﷺ -: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)) [رواه أبو داود والترمذى]. وذلك لما للرفيق الصالح من تأثير كبير في صلاح أخلاق الأبناء وحسن سلوكهم.

4- اختيار القصص النافع لأبنائنا: فما أكثر الكتب النافعة في مكتباتنا، والتي تتناسب مع أعمارهم من سيرة طيبة للأنبياء والصالحين والأبطال والمثقفين الذين عم نفعهم وندر شرهم هذا وإن كان في الأجل بقية فالحديث موصول مع هجرة السرقة والسباب إن فى ذلك لعبرة لأولى الألباب.




Share To: