الكاتب التونسي / محمد بكاري يكتب خاطرة تحت عنوان "لا تصب جام مجونك عليَّ !!"
قلت لك لا تفعل ذلك معي للمرة الألف والثلاثين ،لا تتعامل معي تعامل المنحط الأحمق...كفاك من هذا التذمّر والتصنّع . أوهبك الله عقلا لتنعتق أم لتتطفل على بني جنسك .
ألا تفكر في ردة فعل الشخص عندما تسكب عليه مجون جنونك ، ماذا لو كان هذا الشخص يكره المجاملة ولا يؤمن إلا بما يمليه عليه ضميره ، ماذا لو كان هذا الشخص يعاني من الإكتئاب وقد حاول الإنتحار للمرة الألف، ألا تفكر !
أمثالك ألبسوا العالم ثوب القذارة لتضل وصمة العار تلاحقنا أينما كنا ، لم يعد هناك بصيص أمل ،الكره يغزو القارة الأفريقية فإلى أين المهرب وعلماء الفضاء لا يزالون يتفحّصون الأوزون خوفا من الإلتهاب بكرّات الشمس الموقدة ، كيف سنتحمل لهب الشمس من فوق عنان السماء ومجون من على الأرض . أمثالك غير جديرين بالعيش معنا ذلك كان مبتغاهم حينما هممت بالإفصاح عن رأيي أصدّك عن القمع و الإستلاء على مشاعر الناس والتعذيب النفسي ، رجاءً تعلم من مدرسة الواجبات لا من أكادمية الحقوق ، أوهبك الله عقلا لتتفحص سلوكك أم أبيت الإسغناء عنه خوفا من مسوؤلية الإستخلاف في الأرض أم أنا العاقل بمفردي وسط ضوضاء مجونكم . كيف بإمكان الرجل الشريف أم الفتاة الريفة أن تعيش وسط هذا التطفل العاهر الذي طغى علينا "طغيان فرعون على بني إسرائيل" ، كيف سنمضي إلى المضي قدما والأجساد قد تلاعبت بها حقن التزيين والشفاه المنفوخة قد تلاعبت بها الغايات وأجسام مسلعنة تلاعبت بها المضاهر المزيفة إلى أن أصبحت الإنسانية سوقا مروّجة للغرض والطلب "الشر يخنق الكرة الأرضية " فإلى أين المحيص وقد أغلقت الممرات صوب الحياة فأصبحت القاعدة الشائعة هي أنّ " الغاية تبرر الوسيلة " فكانت نتيجة هذا الإنحراف: إنتشال البشرية من الضياع إلى الجرائم الأكثر روعة وبشاعة..... ماذا لو تنازلنا عن الترهات وتقدمنا في العلوم والطب والتكنولوجيا لأصبحنا مرجعا يحتذى به ولكن هيهات هيهات ... طغى التحرش بالقيم والمبادئ إلى أن تشكلت الحياة على نحوٍ تعـــــيس.
Post A Comment: