الكاتبة الصحافية المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "القنوط وحجة الانتحار" 


الكاتبة الصحافية المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "القنوط وحجة الانتحار"



السلام عليكم ،

القنوط وحُجَّة الانتحار : 

إنها حالة من السقوط في هوة اللاشيء ، الفراغ وكأنها فجوة كبيرة من الزمن المتفاوت بين الجيل الحالي والسابق ، لا أدري كيف الخلاص منها أو الفكاك من ذلك الشعور الفتاك الذي يُحطِّم العقل والجسد على حد سواء فيُصيبك بحالة من التيه والضياع وكأنك لا تشعر بذاتك وكأنها تاهت منك في صحراء جدباء قفر لا حياة فيها أو مخرج منها أيضاً ، فكيف يمكن للمرء الخروج من تلك الزوبعة المتقلبة التي قلبت حياته رأساً على عقب وكأنها دوامة ينجرف بها دون رغبة منه ؟ ، كيف يمكنه ضبط إيقاع ذاته الشاردة التائهة المُتْعَبة المضطربة التي تقوده لتلك المشاعر المتخبطة الغير مفهومة ؟ ، كيف يستطيع الهرب من ذاته وهي التي ترافقه طيلة الوقت كظله ، تكمن داخله ، تسيطر عليه ، تتحكم في انفعالاته المتباينة رغماً عن إرادته فتُسْقِطه في تلك الحالة المزرية ؟ ، فكيف له بذلك التَغيُّر الجذري الشامل الذي يقضي به على تلك التناقضات التي تعتريه من حين لآخر بحيث تجعله غير قادر على تحديد مُراده أو وجهته السليمة التي يطمح في الوصول إليها بكل طاقته فيشعر وكأنه فقد شغفه وإقباله على الحياة بشكل مُطلق وكأن روحه تحررت من جسده وغاصت في ذلك التيه اللامنتهي ولن يجد مَنْ يساعده على الفرار من ذلك الوضع البائس سوى نفسه في ظل عدم قدرته على معرفة ما يريد من الأساس فيرغب في الخلاص منها في أقرب وقت ممكن بأي طريقة كانت ، فيُصاب بضَرْبٍ من الجنون يدفعه للانتحار وإفناء حياته وكأنه يملك روحه التي لم يكن يوماً من حقه التصرف فيها كما شاء ، فهي مِلْكٌ لله الواحد الأحد الذي لن يضل أو يتيه مَنْ يلجأ إليه في حيرته وشتاته دون التفكير في أي من تلك الوسائل التي تندرج تحت مُسمَى الكُفر والعياذ بالله والاعتراض على تلك الحياة التي وهبنا الله إياها بدلاً من محاولة الاستفادة منها بشتى الطرق المُمكنة دون الاستسلام لحالة اليأس التي قد يتعرض لها أي امرئ بفعل ظروف الحياة المختلفة التي يمر بها من حين لآخر ، فإيمانه بالله وتحلِّيه بالصلابة قادر على جعله يتخطاها ويتجاوزها دون أي جزع أو خوف من الفشل ...




Share To: