الكاتبة السودانية / هديل السر تكتب خاطرة تحت عنوان "أكتبُ إليك"


الكاتبة السودانية / هديل السر تكتب خاطرة تحت عنوان "أكتبُ إليك"

 

أكتبُ إليك وأعلم أن ما أكتبه يصل لأبعد نقطة بقلبك، وأن مسافات الغياب تتسع بيننا أكثر من زي قبل، وأن الكلماتُ مهما بلغ عُمقها وشدة بيانها ليس بوسعها تقليص مسافة البُعد بيننا!.

أكتبُ إليك وأودع الكلمات كل النداءات غير المُجابة في غيابك و الدموع التى لم ترها والتنهدات الطويلة التى لم تُنصتِ إليها، أكتب كي يطفُو على سطح كلماتي بكائي، وتلُوح على وجه الحرُوف ملامحي المُنكسرة بعد غيابك.

أُكتب إليك وأحاول بكل قوتي أن أخيط جروح الكلمات التى لم أقُلها في حضُورك، تلك التى تشرقُ بالدمع كُلما لاح طيفك، أو رنّ في الأسماع ذكرُك، وتجد في الكتابة إليك عزاءها وسلواها!.

أكتبُ إليك وأعلم أن المسافات بيننا لا تُقاس بالأميال وحدها، بل بالجِراح والخيبات التى تسببتُ بها، وانه مهما احتد بي الأسى لن أنساك ومهما تمادى بي الحنين لن نلتقي.

وأعلم أن وجدي عليك يعنيك، وبعدك عني يُشقيك، وأن خيالي يستوقفك كل ثانية، وحنيني إليك يطرُق أبوابك كل لحظة، والمحزن في الأمر لن نستطيع أن نلتقي ونروي حنين شوقنا.

أُكتب إليك من أعمق جُرح صنعه وداعك، وأعلم أن الكلمات لا تغني عن الدمع شيئًا، وكلها مجحفة في حقك، ولكن لا حيلة لي من بعدك غير الدُموع والكلمات.





Share To: