البروفيسور عبــــاس جمــال يكتب : سيناريو إلغاء الحدود مُستقبلاً ...‼️
عندما تُـدرك الشعوب الواعية أن الاستعمار "يأكــــل الحاضر"
و"ينسج المسُتقبل" المناسب له، حينها تـدرك أيضا أن الحـدود بأنواعها وتضاريسها، لم تعُد قابلة للدفاع الأخلاقــي..! لأن معظم الدول العربية والقومية أصبحت مستقلة فقط بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كان العديــد منها مُـجرد مسُتعمرات للقوى الإمبريالية الغربية..!
ما يفسر استمرار التهميش العالمي غير المباشر لها أو استغلال ثروات ومكتسبات عدد منها بدهاء، زيادة عن دعم ثقافة التخلّف المتفشية
في مجتمعاتها وأنظمتها الهشّة الى غاية اليوم..! بحسب "جرايسي ماي برادلي، لوك دي نورونها" مركز سارة باركر ريمون، جامعة كوليدج لندن 2022، يبدو أن الحدود المعاصرة تعيد إنتاج التفاوت العرقـي.. والإستعماري من خلال الأجهزة البيروقراطية البائسة مثل "دوامة التأشيرات، مراقبة الحدود، الإتفاقيات بين الدول، أجهزة مسح
الأمتعة، مراقبة الجوازات، عمليات التفتيش، الأشعة السينية"، والرغبة في السيطرة والأمن التي تحدد سياسات الهجرة على نطاق أوسع..!
لأن الحدود في نظرهم ليست فقط على أطراف الأراضي الوطنية،
أو المطارات والجدران الحدودية، بل أصبحت الحدود موجودة كل يوم، فـي كل مكان..! نظرا لكون الممارسات الحدودية أكثر حدّة وإزعاج عند منافذ مختلف الحـدود، مقارنة بين الدول المتحضّرة بالبوابات الذكيّة، نموذج دول مجلس التعاون الخليجي.. الإتحاد الأوروبي.. والمعابر الكلاسيكية لدى بلدان العالم الثالث..!!
بسبب أزمات الهجرة الناشئة عن البطالة، النزاعات، عدم الإستقرار، التهميش، الصراعات الداخلية وتغير المناخ وغيرها من دوافع الهجرة الشرعية وغير الشرعية..! توجهت العديد من الدول إلى اتباع إجراءات مُشددة على حدودها لمنع تدفق أفواج المهاجرين، إلا أن الأمــر في الواقع لم ولا ينجح فعلياً..! لأن المشاهد اليومية بين شوارع بعض العواصم وأحياء المدن يثبت ذلك، من خلال إرتفاع نسبة (%) مظاهر فوضى التشرّد والتسوّل المتزايد الذي قد يشكل تهديدًا تراكمياً "قنابل موقوتة" قد تنسف بكل ماهو جميل في الوطن ذات يوم..! إذا لم يتم إحتواء وإدارة شؤون هاته الفئات التي إخترقت النسيج المجتمعي والحضري من زمرة "عصابات التسوُل المنظم" سواء المحلية، الإفريقية وغيرها..! هذا الواقع البائس ليومياتهم يوضح كيفية أن الحــدود قد تسبب أضراراً على مستويات عديدة بطرق غير مقصودة، لذلك لا بد من إنتقاء العناصر البشرية الموثوقة، المؤهلة، ومراجعة الأساليب، وضبط التقنيات الرقمية المتقدمة، وتحديث آليات أداء ومراقبة دورية لحركة الأشخاص والبضائع بمعاملة الجميع بنفس القدر من الأهمية والخطورة دون استثناء..! خاصة أولئك الذين يعتقدون بأنهم يشاركون الرغبة في السيطرة والنظام والأمان، علماً بأن هذه الرغبة في هي التي قد تحدد سياسات الهجرة على نطاق أوسع..! مع ضرورة الإستجابة والتعاون ضمن استراتيجيات مشتركة شاملة تكون سيادية، وواضحة الأهداف والغايات لإيجاد الحلول البديلة للمشكلات التي تدفع الأفراد والشعوب للهروب من أوطانها الأصلية، تجنباً لتوريطها في صناعة الموت والأزمات خاصة في أنظمة المعاناة..!
فــي الختام يمكن طرح تساؤل استشرافــي هام جداً..!
هل يمكن إلغاء الحـــــدود مستقبلاً..؟ ليصبح العالم أفضل من الزمن الراهن من حيث جودة حياة الإنسان، المساواة، العدالة الإقتصادية، القيّم السمحاء، الإنسانية، فرص العمل، الإستقرار، السلام والتعايش، البيئة المستدامة..، بعد أن تم إلغــــاء الحـــدود رقمياً دون عنف عبر أنترنت الأقمار الصناعية. الرأي لكم للإثراء بالتفكير الإستباقــي.
# البروفيسور عبــــاس جمــال
الإستشراف ... نبض المُستقبل..
Post A Comment: