الكاتب الصحافي المصري / شعبان ثابت يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "مات حلم فارس"


الكاتب الصحافي المصري / شعبان ثابت يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "مات حلم فارس"

 


إستيقظ فارس ذات صباح كعادته مبكراً للذهاب إلى جامعته تناول إفطاره الخفيف وإرتدي ملابسه وخرج مسرعا حتى لا تفوته أول محاضرة في الكلية التي إلتحق بها بعد عناء الثانوية العامة.

ذهب إلى جامعته وكله حيوية ونشاط وسعادة غامرة بأول يوم له في الجامعة وسط عالم غريب عليه وهو إبن الريف البسيط الذي لم تتعود عيناه على رؤية هذا العدد الهائل من الطلبة والطالبات من كل المحافظات ومختلف الثقافات ما بين قروى وريفي وحضري وحتى بدوى.


حاول فارس أن يتعامل مع زملاءه الجدد بطريقته الريفية البسيطة فجذب إليه معظم الزملاء صبيان وبنات وواصل دراسته طوال العام ونجح بتفوق ملحوظ وأصبح من أوائل دفعته؟!


وعاد إلى جامعته في العام التالي وسط ترحاب من كل الزملاء الذين إحتفوا به كثيرا لحصوله على تقدير إمتياز بينما هو عائد من كليته بعد يوم طويل من الإحتفالات والمحاضرات شعر بشئ ما غريب عليه حاول أن يلملم شتات نفسه ولكنه فشل في أن يواصل طريقه إلى حيث يسكن في المدينة الجامعية وصعد إلى غرفته بصعوبة بالغة؟


وبات ليلة طويلة في التفكير وهو الشاب اليافع الرياضي مفتول العضلات كيف يصعد السلم بكل هذه الصعوبة وما أن أشرقت الشمس فقرر أن يريح عقله من التفكير وذهب إلى الطبيب المتخصص وبعد أن فحصه الطبيب جيدا وسأله عدة أسئلة لم يفهم فارس ما الهدف من وراء هذه الأسئلة قال له بكل هدؤ أنت شاب مؤمن بالله والقدر خيره وشره قال له فارس بصوت مخنوق ونعم بالله العلي العظيم!!


وهنا فاجأه الطبيب بأنه مصاب بمرض سوف يقعده عن الحركة تماما بعد عدة سنوات وأن هذا المرض لم يكتشف له علاج إلى هذه اللحظة ونسبة حدوثه بين البشر تصل إلى واحد من المليون وقد إختارك الله أن تكون الواحد من المليون؟!


وخرج فارس الذي كان فارس من عيادة الطبيب وكأن صاعقة نزلت عليه يجر قدميه جرا وحاول أن يخفى أحزانه حتى عن نفسه ويتواصل حياته ودراسته ليحقق حلم أسرته الذي إنتطرته طويلاً حتى وصل إلى نهاية السنة الرابعة في كليته وتخرج فيها بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف الأولى وشعر أن الحياة دبت بداخله مرة أخرى بينما هو عائد ليخبر أسرته بنجاحه وتفوقه سرح بعقله مابين الحلم والواقع وتذكر كلمات الطبيب بأنه سيصبح قعيدا لامحالة وإذا بسيارة مسرعة تصدم فارس فتنهي كل أحلامه وأحلام أسرته مات فارس وماتت معه كل الأحلام. 




Share To: