الكاتبة المغربية / ليلى إدريس الخمليشي تكتب : غجرية المساء 


الكاتبة المغربية / ليلى إدريس الخمليشي تكتب : غجرية المساء



ما السر وراء انطفاء الأحبة؟ ما السّر وراء البرود! سؤال يرخينا بعيدا لنتأمل، وكثيرا ما نستقي أسئلتنا هاته من الحياة الرحبة، نتنكر وسط الحشود ببسمة تفصح على أننا سعداء بينما في دواخلنا قبضة تجمع بين الأسى والآهات كافية لتشعل مشاعرنا حريقا فيشمل دمار ساقت لن يجسر أحد على إطفائه سوى الدموع المختبئة بين سريان العيون! فيضان اتسع له قلبي كيف استطاع أن ينزوي بيني بالرغم من أنني إنسانة ضعيفة لا حول لها ولا قوة، طفلتي عدت لك هذا المساء هذه المرة لم أتأخر لقد وعدتك المرة الفائتة أنني لن أكرر الكرة، ولم أتعب في المجيئ إليك كون قلبي كان يشتاقك ويحن لخدَّيك، تشبهين لوحة عجز أمامها رسام بارع في اختيار ألوانها وترصيع عيونك الغجرية المليحة، آه ٍ وكيف يستطيع من الصعب عليه أن ينجبك من جديد! لأنك ولدت نتيجة الحب! صغيرتي كيف التقى والدك أمك؟ هل صدفة أم في الأحلام ؟ إذا كانت صدفة فأجمل ما حصل أنتِ وإذا كانت الأحلام فأقسى ما يحدث مع المحب! أتعجب كيف أحببتني مذ أول نظرة، تجرأت هذا المساء وطرحت عليك هذا السؤال فابتسمت فكانت أجمل إجابة استمتعت بها كثيرا.


 طفلتي أفشل أمام أناقتك كل مساء بل تخور قواي أمام اختيار أمك، لم يسبق لي أن رأيتها أو سلمت عليها لكنني متأكدة أنها نسختك! تبتسمين من جديد من فرط حديثي فأصمت قليلا بعدها أزفر بكلمات لا يروقني أن أحجبها لأنني محبة لك والمحب يا طفلتي دائما ما يفصح عن هذا، لا عيب في ذلك بل العيب أن نترك البرود يسرى بيننا وكأنكِ يا طفلتي أتيت لتجيبين على الأسئلة التي كاد عقلي أن يختنق بها، أنت هدية كل مساء اجعليه هكذا قبل أن أدخل المنزل.

 بادلينني نكهة الحياة! يوما ما سأتجرأ أكثر وسأطلب من أمك أن تذهبي معي ليوم طويل، بعدها سيكون الطلب أكبر!

ليلى إدريس الخمليشي




Share To: