الكاتب الصحافي المصري / شعبان ثابت يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "عم سعيد" 


الكاتب الصحافي المصري / شعبان ثابت يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "عم سعيد"


كعادة إستيقظ مبكرا عم سعيد وذهب إلى محل بقالته في قريته البسيطة الهادئة وفتح دكانته الصغيرة وبدأ يرش المياه أمامها من جردل يمسكه بيده ويرش باليد الأخرى وقبل أن ينتهي من رش المياه تجمع زبائن القرية أمامه من يطلب شاي وسكر ومن يطلب معسل وسجاير ومن يطلب زيت ومن يطلب أرز ومكرونه ومن ومن وعم سعيد يلبى طلباتهم جميعا.


من معه نقدي يدفع ومن ليس معه يكتبه في دفتر حين ميسرة ومرت الأيام والشهور وضاق الحال مع عم سعيد مابين ديون متراكمة عليه من تجار الجملة إلى ديون أسرته الصغيرة بسبب تراكم الديون عند أبناء قريته وعجزهم عن السداد وأصبح دكانه شبه فارغ؟!


وذات صباح مر عليه أحد أثرياء القرية الذي كان في طريقه إلى السفر إلى القاهرة لقضاء بعض مصالح الناس هناك فتوقف قليلا عند دكان عم حسن ولاحظ خلوه من معظم البضائع فسأله عن الحال والأسباب فقص له عم سعيد ماحدث من كرمه وبيعه للبضائع ( على النوته) وضيق الحال مع الناس بسبب ماحدث من تطورات في البلد وتوقف الأشغال فترة الثورة وكثرة عمليات السلب والنهب وإستمع إليه ثري القرية بإهتمام ثم تركه وغادر القرية في طريقه إلى القاهرة.


وبعد فترة ليست بالقصيرة عاد الثري يحمل البشري لعم سعيد بأنه قد تواصل مع مجموعة من فاعلي الخير الذين قرروا تحمل كل ديون أبناء القرية ودفعها لعم سعيد وقرر هو نفسه أن يتكفل بشراء كل ما يحتاجه دكان عم سعيد لمدة عام كامل حتى تنقشع الغمة وتعود البلاد لسابق عهدها ولم يصدق عم سعيد ما سمعه وعاد مسرعا إلى أسرته البسيطة ليخبرها بما حدث.


وهو في طريقه سمع بوفاة هذا الثري فحزن حزنا شديدا على حظه العثر وتذكر ما فعله مع أهل القرية من خير وأنه لم يرد أحد منهم بدون أن يعطيه مايريد من دكانه سواء كان يدفع نقدا أو حين ميسرة وهذا ما تسبب في إفلاسه وفراغ دكانه بسبب عدم دفع  أهل القرية ما عليهم من ديون متراكمة له ؟!


وبينما هو جالس في منزله بعد أن فقد الأمل في عودة الحال إلى ما كان طرق الباب أحد أبناء هذا الثري ليخبره  أن والده أخبرهم قبل وفاته بتنفيذ وعده لعم سعيد وأنه قادم ليدفع لعم سعيد كل المبالغ التي وعده بها والده!!


وهنا تذكر عم سعيد الرجل البسيط قول الله سبحانه وتعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون)




Share To: