الأديبة المصرية / نجلاء محجوب تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "التوأم"


الأديبة المصرية / نجلاء محجوب تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "التوأم"

 


بدأت حكايتي معه بحب صامتًا أستمر ثلاثة أشهر، عينيه كانت تخبرني كلما جمعتنا الصدفة أنه معجب كثيرًا بي، و أن قلبه و جوارحه معي، و يعتكفان عن إبصار غيري، و في ذات يوم تحدث معي لأول مرة عندما جمعتنا الصدفة في المصعد، و أخبرني أنه يمتلك شركة عقارية بالدور الاول من العقار الذي أقيم فيه، و كانت الصدف تجمعنا كثيرًا في المصعد و في مدخل العقار، ، أخبرني يومًا أنه يحبني كثيرًا و لا يستطيع العيش بدوني و يريد الارتباط بي، وافقت لأنني كنت وقعت في الشباك التي نسجها حولي عن عمد قصد بها إغراقي، و بعد مرور أربعة أشهر أخبرني أنه متزوج و لكن زوجته لا تنجب و هي أبنة عمه و لا يستطيع أن يتركها لأنها ليس لها أحدًا غيره، اشتطت غضبًا منه لأنه لم يخبرني و أنا اصرخ فيه شعرت بدوار و سقطت، و بعد الإفاقة  وجدت نفسي بالمشفى، و أخبرني الطبيب أنني حُبلى و يجب أن أقلل حركتي حتى يستقر وضع الجنين، و أمام ضغط أمي بالاستمرار معه صمت عن مكره في إخفاء زواجه عني، لكن الطامة الكبرى أنني أنجبت توأم و أخبرني أن أحدهما توفى فور ولادته، لكن قلبي كان يشعر أن أبني لم يمت، و بعد مرور عشرون عامًا وهو على فراش الموت أخبرني أن أبني لم يمت و أنه أعطاه لزوجته الأولى بعد إلحاح منها، و عند أول خلاف بينهما اختفت و معها الولد و علم بعد ذلك أنها سافرت به للخارج ثم فارق الحياة، كنت ابحث في كل أوراقه، كدت أفقد عقلي من هول ما أخبرني به، وجدت مذكراته يحكي فيها عن فرط حبه لها و أنه لا يستطيع أن يرفض لها أي طلب، كتب عن مؤامرة إعطاءها ابني و التزوير في السجلات، و أمطرت عيناي عندما قرأت في مذكراته أن ضميره لا يؤلمه كثيرًا عندما غدر بي و كتب أبني باسم زوجته الأولى، ليلتين لم يزور الكرى جفني اقرأ و أبحث في أوراقه لعلي أصل لمعلومة تدلني أين أبني وجدت أوراق بملكية مشتركة مع زوجته الأولى لمنزل بالخارج، فعلمت أنه كان يعلم أين ذهبت، و بمساعدة أبن عمي المحامي استطعنا أن نصل إليهما و بعد إجراءات لمدة عامين، و قفت أمام أبن لا يعرفني  و فضل عَلِيّ أمه التي عاش معها طوال عشرون عامًا رغم أخباره بكل ما حدث، بعد صدور الحكم ظل صامتًا، و عندما تحدث قال أنه لا يعترف أنني أمه، و غادر مع أمه التي ربته و ترك الضحية خلفه مذبوحة من الألم،،،

أي حب هذا الذي عشته من زوج مخادع يخبرني كل يوم أنه يحبني من أعماق قلبه و هو يطعنني كل يوم بخنجر الغدر، تأثرت صحتي كثيرًا و كنت معظم اليوم لا أغادر الفراش، و كان يتابعني طبيب نفسي بعد هول ما مر بي، مرت شهور و لم تخبرني ألين أبنتي أنها تراسل أخيها و بعد عامين من المراسلة و مقابلات بينهما، و جدته يدق الباب و يحتضناني هو و أخته، فعلمت أن بقلبه جزءًا لي، من الحب الذي غمر به الأم المزيفة، توفت الخاطفة بعد عام من صدور الحكم، و عاش أبني عامًا كاملا لا يريد العودة إليّ، و وافق  عندما أخبره الطبيب أن حالتي لا تستجيب للعلاج، فكانت حالتي تتأخر يومًا بعد يوم، سعادتي كانت لا  توصف،  لأن القدر جمعني و توأمي من جديد.



Share To: