الأديب المصري / إبراهيم بديوي يكتب قصيدة تحت عنوان "لا عجب" 


الأديب المصري / إبراهيم بديوي يكتب قصيدة تحت عنوان "لا عجب"


وجَّهتُ قلبي نحو بابِكِ في رَغَبْ

  في وجهِكِ السلوَى وقلبُكِ من ذَهَبْ


عيناكِ غفرانٌ يُطَهِّرُ مُهجتي

        من كلِّ يأسٍ يعتريني أو نَصَبْ


جُودي على قلبٍ أسيفٍ نازفٍ

        ودموعُهِ كالنارِ تعصفُ بالحَطَبْ


إنْ تظلميني في رضائِكِ مُنيَتي

    أو تحرقيني لن أعارضَ في غَضَبْ


أو فاذبحيني فوق أطلالٍ بكتْ

      نُكرانَ قلبِكِ وادفنيني في التُرَبْ


بل واصنعي جلدي رداءً واصبغي

      بدمي يَدَيْكِ أَكُنْ سعيدًا لا عَجَبْ


كم من سنينَ مَضَتْ على قلبي هنا

           لكنَّني لم أشكُ يومًا من تَعَبْ


إذْ عندَ بابِكِ جنَّتي وهويَّتي

         ما لي رجاءٌ غيرَ قلبِكِ أو طَلَبْ


فلتفتحي بابَ الحياةِ لميِّتٍ 

        ما عاد يملكُ من سبيلٍ أو سببْ


يا نصفَ نفسِي من وشَى لفراقِنا؟

         فلتسمعيني ذاك حقٌّ قد وَجَبْ


إنِّي بلغتُ وجاهةً بعزيمتي

       حتى كتبتُ الشِعرَ تِبرًا من ذَهَبْ


إنِّي غنيٌّ قد جعلتُكِ ثروتي

        إذ يامنى قلبي أصونُكِ لم أغب


وعزيزُ نفسٍ لا أخونُ أمانةً

      فعَلَوتُ قدرًا قد علا أعلى النُخَبْ


لكنَّ بابَكِ رِفْعَتِي ومكانتي

              أسعَى إليهِ فإنّهُ خيرُ الرُّتَب




Share To: