الكاتبة اللبنانية / أ. دعاء قاسم منصور تكتب خاطرة تحت عنوان "المتّهم ضحية!" 


الكاتبة اللبنانية / أ. دعاء قاسم منصور تكتب خاطرة تحت عنوان "المتّهم ضحية!"


سُئلتُ ذات اليوم، كيف يكون مصير الحكم في قضية يكون موضوعها الغرق بتفاصيلي... سؤالٌ عميق ومن يثيره يفكّر بمصالح من سيقع ضحيتي، يُطالب بحقه المشروع بالرجوع إلى القضاء لنجدته و إحقاق العدل والعدالة، الجيّد في الأمر أن الضحية في يومها سيكون منتصر والقضية الوحيدة التي سيخرج منها القاضي ظالمٌ للضحية ببراءته، وسينتصر من سيُحكَم عليه بالسجن الأبدي في جوف قلبي وخبايا عقلي وسرٌ من أسرار حياتي... أجَبتُ بأن ما من ضحية تُؤسَر في قلبي تطالب بالخروج منه، أو تُحاوِل الهرب!! وبأن لا قرارات إخلاء سبيل من محكمتي بقاضياها العقل والقلب مجتمعين وبسجن مركزه القلب خلف قضبان القفص الصدري، وبما أن القانون حتّم علينا تطبيق النص القانوني الأصلح للمتهم، ومن يمثُل أمام محكمتي بصفته ضحية لي ومتهم بحبّي يكون قرار الحجز مدى الحياة هو الأصلح له!! ومن يَعلَم بمصالحه أكثر مني بصفتي المدافعة الأولى عن قلبه الذي سيتعلّق بوتيني؟ وذو حظ سيء من يُخلى سبيله ومن يُحاول مجرد محاولة الخروج والتراجع بخطواته وسأكون شاهد عَيان والطرف الخصم والمُرافِعة بوجهه، ويكون قد حَكَمَ على نفسه بالحزن لأنه سيصدر بحقه حكم الإبعاد مدى الحياة عن دربي وعيني وعقلي، ولا اعتراض يُقبَل ولا استئناف للقرارات... 

إذًا، ليَختَر المتهم بذات نفسه إن وصل به الأمر للمثول أمام محكمتي الخاصة، إذ كان يرغب بالظلم مقابل عيناي وقلبي المليء بالحب أم بالعدالة مقابل الحرية والبعد المليء بالجفاء!




Share To: