الكاتبة المغربية / الخمليشي ليلى تكتب قصيدة تحت عنوان "إلى سماء الحب"


الكاتبة المغربية / الخمليشي ليلى تكتب قصيدة تحت عنوان "إلى سماء الحب"

 


ما أشبهَكَ بهذا الليل الخافق

حين يطلق نسماته

وينثرها على ذكرياتنا

تلك الذكريات تَشرّعت من هول التمزق

كم من أهداب أمواجٍ داعبتنا

إلى أن ترعرعت في دواخلنا أغاني الحب..

وسافرنا ومازلنا نسافر

حيث اللاّوجود

وحيث أنتَ فيَّ

وكم من غفوَةٍ صَاحت أن تسَامِرَني بك

وغفَونَا حيث لا ندري

غفَونَا على شفَتيْ الحنين

نعلم أن الأيادي المرتبكة تخون الحب

تأبى التشابك والالتصاق

حتى وإن كانت تنزف شوقا..

لنمطر إذن 

ولنجعل حبنا عكس كل تيار طامس

عكس كل ليل دامس

لنُكمل نحن إلى أن تُخلقَ الكلمات

من رحم السماء 

وكمْ فلَتنا من مخالب الغربة

ليُطَوِّقَنَا الحب إلى الأبد

إلى هذا الليل

إلى الغسَق والشفق الساحر

إلى القمر حيث الملاذ

لنلغي الجغرافيا الساحقة

لنمزق الخرائط اللعينة

لنتمرّد على جوقة الخوف وافتراق الشفاه

ونغدو إلى شبّاك السماء

مُتشَبّعين بالروح

ومتعطشين إلى الارتواء

لا شيء فوق السطوح يتراءى

سوى الحب

لنقضم من تفاح الجنة

لنخرج من التيه 

ولنكتب شعارات الحب الجديدة

لنُزَمجرها بأصوات الملائكة

لتزُفَّ بنا المجرات البعيدة 

في ليلتنا المكلّلة بالحب

ونعلن سخطَ الإنفِلات 

إلى حيث المَلاذ والإنفراد 

لنُلَحن رسائل العشق

لا تَخْش شيئا مادمت بقربي

عندي ما يكفي من الملح لنعيش هناك

ويكفيني أن تتغلغل قبلاتك الطرية

 ولتمشي فوق رمشي

إلى أن تغفو محنطا بعناقي

وتصحو كجندي يجتث برجله الرمال

انظر هناك

حيث جلجامش يدس ملحمته في التراب 

يغرينا بالدمع

إلى أن نطفو ونطلَّ من سمائنا

ونرى سنديانا من العشاق

تحكمهم سميراميس الحمَامة

ونينوس بقَلب معَرّى فوق السيادة

يشهق شهقته الأخيرة 

إلى السماء الفاضلة

إلى ذاك الليل المسن

ونبقى نحن عاشقين بفمٍ مُلَوَّن بالدّرَر

نغوص وحدنا وصفير الحب.







Share To: