الكاتبة السودانية / تسنيم عبد السيد تكتب مقالًا تحت عنوان "الشقيري وعمرو دياب"
نشر أحدهم على مواقع التواصل الاجتماعي صورتين؛ واحدة للداعية أحمد الشقيري، والثانية للمطرب عمرو دياب جنباً إلى جنب، بهدف تعريف الناس بأهمية الرياضة وأنها سببٌ أساسيٌ في الشباب الدائم الذي يتمتع به النجوم والمشاهير، وقال أن الشقيري شارف على الخمسين من عمره بينما تجاوز دياب الخمسين، لكن أشكالهم لا تُوحي بذلك بسبب العادات السليمة لكلا الرجلين من غذاء صحي، وتمارين رياضية، وراحة نفسية.
انتهى المنشور الذي أعجبني وظننته نصيحة عابرة ستجد من يستفيد منها، لأتفاجأ بكمية التعليقات السلبية التي تنتقد وجود وجه شبه ومقارنة بين الشقيري وعمرو دياب، معتبرين أنهما ضدان لا يمكن أن يجتمعا، في تقديس واضح لأحمد الشقيري وتبخيس لدياب، رغم أن فحوى القضية لا علاقة له بما يقدمه كلاهما من محتوى.
أراد صاحب المنشور أن يقدم نصيحتهُ مرفقةً بأمثلة حيّة لتقريب الصورة إلى الأذهان وزيادة حماس المتابعين للإهتمام بالصحة وممارسة الرياضة للمحافظة على حيوية ونشاط الجسد بكل براءة وصدق، لكن فيما يبدو أن السحر انقلب على الساحر وانحرف المنشور إلى معارك جانبية لا ناقة له فيها ولا جمل، ما حدا إلى حذف المنشور ووضع حد للإساءة والتجريح والتطاول، وكف ألسنة الجلادين الذين أصدروا أحكام الإدانة والبراءة كأنهم قُضاة قابعون خلف شاشات هواتفهم النقالة.
لماذا نحكم على الأشخاص؟ ومن نحن حتى نصدر الأحكام؟ وما الذي أدرانا بأن أعمالنا الصالحة التي نفرح بها قد قُبلت حتى نتباهى ونتطاول على من لم يوفقهم الله لخيرٍ أو طاعة؟!
أكثر ما لفت انتباهي في ردود الفعل على ذلك المنشور أن أكثرهم اعتبر أن الصورتين نموذجان متناقضان للفسق والإيمان، التقوى والعصيان، والخبث والنقاء، وغاب عنهم أننا جميعًا لولا رحمة الله وسِتْرِهِ لهلكنا.
جميعنا قد نُقارن أحياناً أنفسنا بآخرين ونظن أننا خيرٌ منهم وإلى الله أقرب، لأننا نتعامل بالظواهر، مع علمنا التام بأن الله لا ينظر إلى الصور وإنما إلى القلوب، ومن أدرى المتفاخر بطاعاته المُحتقر لأصحاب المعاصي على أيّ حال سيكون ختامه! لذا، يتوجب على الجميع أن يتخففوا من إصدار الأحكام ويحمدوا الله على التوفيق والسِتر.
الخلاصة: كلنا نعرُج إلى الله، لا أحد فينا يمشي مستقيمًا، نسعى بنصف صلاة، والقليل من الذكر، ثم نجتاز حدود الله ونعصيه بكل جرأة! ثم نعود لنعرُج في طريقه المستقيم ونتبرأ من ذنوبنا، فيقبلنا ويغفر لنا... فلا تمل ولا يتملّك الشيطان منك، ولتستمرّ في طريق استقامتك ولو حبوًا، فالله لا يرد قادمًا إليه وإن لم يصل.
Post A Comment: