الأديبة المصرية : د. نجلاء محجوب تكتب مقالًا تحت عنوان "حفلات الطلاق "
مؤخرًا ظهرت عادات لا تشبه مجتمعاتنا العربية، احتفال بعض النساء بالانفصال بإقامة احتفالًا، و هذا التصرف يخالف العادات و التقاليد السائدة، و تقوم به فئة قليلة، و اعتبره كيد نساء أكثر منه احتفال حقيقي، لأن من أساسياته التصوير، و إظهاره على وسائل التواصل الإجتماعي، و وجود تهنئات من الأصدقاء و الأقارب، ليصل لمن أراد كيده، للتعبير عن سعادة كاذبة بالانفصال، و وجود كعكة تزينها كلمة الطلاق أَمرًا ضروريًّا، يكتمل معه الاحتفال، بالاضافة إلي فستان أسود اللون مزين بالأحجار ليبدو على السواد مظاهر البهجة، و السؤال كيف للون الأسود أن يبتسم؟ و هو تكسوه الدموع، تصرفات تناقض المشاعر الحقيقة، قناع خلفه دموعًا مستترة، تناقض يحطم نفسية الأبناء، و تصرف يعبر عن تدهور القيم و الاخلاق، و عدم وجود ثبات انفعالي يقيد الأفكار و التصرفات التي تميل لمجتمعات لا تشبه مجتمعاتنا، وأرى أنها كعكة حزينة، فصاحبتها تعبر عن ألامها بمشاعر معاكسة، و يترك هذا الاحتفال بعد انتهاءه مشاعر سلبية، و نفس محطمة تخفيها صاحبه الاحتفال، و الطلاق مباح إذا توافرت دواعيه، و هو استحالة الحياة الزوجية، فقد يوجد معاناة حقيقية في الاستمرار، و قد يكون الانفصال أصلح للطرفين وإذا تم يوجد ضرورة لاستمرار العلاقة بين الزوجين المنفصلين من أجل مصلحة الابناء بشكل راقي و محترم، فمهما بدت أسباب الانفصال مبررة؛ تظل صادمة و مؤلمة و محزنة للأبناء، حيث إنهم يرون فيه انهيار بيت كانوا يعيشون فيه عَمْرًا بأكمله، و لا شك في وجود حزن داخلهم لفقد أحد الأبوين بمغادرته العش الذي كان يجمعهم، ويتعلقون ويتعاطفون بشدة بمن يعيشون معه، ويسيطر عليهم الشعور بالفقد والخوف من أن يعيشون بمفردهم بلا اب أو أم،
وقد يعتقدون أنهم من الأسباب التي أدت إلى هذا الانفصال، لذلك وجدت ضرورة لإيضاح أسباب الانفصال للأبناء، بالإضافة إلى أن البعض يضغط على الأبناء للانحياز إليه دون الطرف الآخر، مما يجعل داخل الابن صراعا، ويبدو صامتًا وحزينًا، لذلك كان على الأبوين ألا يقحما الأبناء في الصراع المحتدم بينهما، حتي لا تظل هذه الأحداث عالقة في ذاكرتهم، وتؤثر عليهم فيما بعد، وتظهر آثارها السلبية عندما ينغمسون في المجتمع ويبدأون في التعامل بطريقة غير طبيعية، وقد يتسبب ما علق في ذاكرتهم ان تصبح شخصياتهم معقدة وغير مريحة أو تؤذي غيرها، ويفضل أن تحل الأمور بشكل ودي، ولا يجب التشاجر أمامهم، أو إلصاق الصفات السلبية، بل عليهما أن يحققوا شُعُورًا بالأمان لديهم، بالتأكيد لو أنه بإمكانهم التوجه لِأَيّ منهما والحديث معه في أَيَّ وقت دون تدخل الطرف الآخر أو منعهم، أو محاصرتهم بالأسئلة، أو تعنيفهم بأي شكل من الأشكال عندما يذكرون الطرف الآخر في حديثهم،
وتقول المحللة النفسية وإخصائية طب الأسرة (بيتريك فايبخ): "تتسبب الحرب المستمرة بين الأب والأم في تسمم الأجواء بالمنزل، وأنشغالهما بصراعهما ونسيان الأطفال فعندما يتشاجر الآباء بشكل شبه دائم يمكن الانفصال حينها لأن ذلك يهدئ من حدة الحياة"
فقد يكون الانفصال في بعض الحالات سببًا في استقرار وتحسن نفسية الأبناء، لكن علي الزوجين المنفصلين ان يتعاملا برقي وأخلاق لمصلحة الأبناء؛ حتى لا يكونوا ممزقين بينهما؛ ولا تلتفت النساء لتقليد عادات غربية لا تشبه عادتنا وتقاليدنا حرصًا على نفسية الأبناء
قال تعالى:
وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (البقرة: 237).
Post A Comment: