الكاتب الصحافي المصري / شعبان ثابت يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "شريفة والذئب" 


الكاتب الصحافي المصري / شعبان ثابت يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "شريفة والذئب"



 حسان الشاب اليافع مفتول العضلات كان مفتونا بشريفة بنت شيخ القبيلة التي تنتمي إليها الفتاة التي أحبها لجمالها وحسبها ونسبها وفوق وقبل كل ذلك لدينها فأراد أن يظفر بذات الدين فتقدم لخطبتها وأمام إصرارها على الزواج منه وافقت القبيلة على زواجها منه وهو من الفرع الفقير في القبيلة؟! 


 ومضى عام على زواجه ثم نشبت بينه وبين أحد أفراد قبيلته مشاجرة فقتله ورحل هو وزوجته إلى قبيلة أخرى خوفاً من بطش قبيلته الكبيرة وهو الفقير بينهم فحكموا عليه بترك القبيلة إلى حيث يشاء؟ 


وعندما إستقر الحال بحسان وشريفة أصبح حسان دائم الجلوس عند شيخ القبيلة الجديدة التي هاجر إليها مثله مثل باقي رجال القبيلة وذات يوم مر شيخ القبيلة من أمام خيمة حسان فشاهد زوجته فسُحِر بجمالها وإستولت على لُب عقله فخطرت له فكرة شيطانية هي أن يُبعِد زوجها عن الخيمة لينفرد بها ويقضي منها وطرا !! 


فعاد إلى مجلسه وقال إن القرية الفلانية  فيها بستان ليس كمثله بستان وأريد أن أرسل إليها أربعة رجال ليتأكدوا من ذلك وأختار أربعة رجال من بينهم حسان زوج شريفة وذهب الرجال الأربعة إلى ذلك المكان وكان يستغرق ذهابهم وإيابهم ثلاثة أيام. 


وعندما أرخى الليل سدوله ونامت أعين الناس ذهب إلى خيمة شريفة وهي نائمة وقبل أن يصل تعثر بباب الخيمة وأحدث صوتا فقامت شريفة على وقع الصوت وصاحت من  بالباب؟ 

قال أنا شيخ القبيلة فقالت حياك الله ماذا تريد في مثل هذا الوقت؟! 


قال أذهلني جمالك وسلبتي مني عقلي وقلبي وأريد وصالك قالت له عندي لغز إذا عرفته أكون لك كما تريد. قال وما هو؟؟

قالت له حتى لا يجيف اللحم (أي يتحول إلى جيفة) يرشون عليه الملح فمن يُصلِح الملح إذا الملح فسد ؟؟

ولك أن تستعين بمن أردت!! 


قال سأتيك بالحل في الليلة القادمة. 


 وعاد إلى بيته بخفي حنين وأمضى ليلته يفكر بحل اللغز ولم يصل إلى نتيجة وفي اليوم الثاني بعد أن إجتمع الرجال في مجلسه سألهم قائلا حتى لا يجيف اللحم يرشون عليه الملح فمن يصلح الملح إذا الملح فسد فردوا عليه كل حسب علمه إلا واحدا لم يرد بشيء وإنتظر حتى إنصرف جميع من في المجلس. 


فقال لشيخ القبيلة أردت أن أكلمك على إنفراد حتى أحل لك هذا اللغز إن لم يخب ظني فإنك راودت إمرأة عالية المقام في العلم والذكاء والدين والأدب عن نفسها فأرادت أن تصدك ولا تفضحك وأن تكسبك أخ لها ولا تخسرك وتزيد إلى أعدائها عدوا بحجمك ومقامك؟

 وتحفظ زوجها إن غاب أو حضر وقد قالت لك ما قالت وكأنها تريد أن تقول لك ولمن سمعك 


 يا مشايخ القبائل يا ملح البلد من يُصلِح الملح إذا الملح فسد فهي تقصد أن الرجل إذا فسد أصلحه شيخ القبيلة كما يصلح الملح اللحم فمن يُصلِح الشيخ إذا الشيخ فسد ؟! 


وكأن هذه الإجابة أيقظت ضميره النائم وأصابه الخجل الشديد مما فعل وقال أصبت كبد الحقيقة أيها الرجل فاستر عليا زلتي سترك الله في الدنيا والأخيرة. 


« من يُصلِح الملح إذا الملح فسد »

لا مثيل لك يا بنت العرب !!!


وعاد حسان إلى خيمته ليجد شريفة شريفة من لؤم الذئب وتدبيره بحسن فطنتها ودينها وصدق من قال :


فأظفر بذات الدين تربت يداك



Share To: