الكاتبة السودانية / تسنيم عبد السيد تكتب مقالًا تحت عنوان "قاع المدينة"


الكاتبة السودانية / تسنيم عبد السيد تكتب مقالًا تحت عنوان "قاع المدينة"

 


في جلسةٍ مع بعض المعارف، انحدر الحديث نحو قاع المجتمع وخباياه التي ما ظننتها يوماً بهذا السوء! ودُهشت للحال الذي وصلت إليه بعض مجتمعاتنا! وجليساتي يسردن قصصاً يشيب لها الوِلدان تحدث فعلاً على أرض الواقع لا فيلماً ولا رواية.. جميعها تشترك في أنها علاقات مشبوهة ومشوهة، أذكر مما قيل قصة أثارت استغرابي وإعجابي في آن! حيث قالت محدثتنا أنها ذهبت إلى منزل صديقتها ووجدت فتاة غريبة معهم بالمنزل فلما استفسرت عنها قيل لها إن هذه الفتاة حامل من ابنهم دون زواج وحين رفض أن يتزوجها أسرتها تبرأت من مسؤوليتها وأتت بها لمنزل أسرة الشاب ليتحمل مسؤولية الطفل المرتقب، هكذا بكل بساطة وجرأة! ورغم تعامل أسرة الفتاة الذي يبدو غير مألوفاً لكن ذلك أجده مؤشراً خطيراً، خاصة في تعامل أسرة الشاب مع حادثة كان ينبغي أن تُحسم بعقد شرعي إجباراً وليس تخييراً.

قد تكون هذه حالات محدودة لكنها موجودة وقريبة، والسكوت عنها يجعلها تستشري في صمت حتى نسمع دوي انفجارها يوماً ما، لذا يتوجب التنبيه والتحذير قبل وقوع الطامة، فحينها لن يجدي الندم، وعلى الأُسر ان تُراعي الله في ابناءها وتحرص على تعزيز الفطرة السليمة وغرس القيّم النبيلة والأخلاق الرفيعة.


أعتقد أن انتشار الفساد الأخلاقي في المجتمعات المسلمة هو من الشر الذي أصاب المسلمين بسبب انشغالهم بالدنيا عن الدين، حتى أصبحت الأخبار عن الجرائم التي تمس الشرف والأخلاق عادّية ومكررة، ومن أثر ذلك التردي والانحدار، فإن أعداد الأطفال مجهولي الأبوين "اللقطاء" في الدول المسلمة تُقَدر بالملايين، وتشير الإحصاءات إلى أن عدد " اللقطاء" في دولة عربية واحدة يقترب من الخمسة ملايين.


وفي دولة إفريقية مسلمة، كانت قد أطلقت وزارة الصحة ووزارة الأوقاف الدينية حملة لوقف الاحتفالات بأعياد "رأس السنة الميلادية، الكريسماس"، وأرجعت السبب في ذلك القرار إلى أن الدراسات أثبتت تفشي الدعارة في هذه المواقيت. وكشفت وزارة الصحة في ذاك البلد بوقت سابق عن تزايد أعداد الأطفال "اللقطاء" خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من كل عام، أي بعد تسعة أشهر من تلك الاحتفالات، كاشفةً عن زيادة في أعداد الأطفال مجهولي الأبوين بمعدل ثلاثة أطفال يوميّاً.

أخيرًا:

أهمس في أُذن كل مسلمة تقرأ هذه السطور، بما قالته هند بنت عتبه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم البيعة: "أوَ تزني الحُرَّة؟َ!".



Share To: