الإعلامي السوري / دانيال أبو حمدان يكتب قصيدة تحت عنوان "على أنقاض الخطيئة" 


الإعلامي السوري / دانيال أبو حمدان يكتب قصيدة تحت عنوان "على أنقاض الخطيئة"



[ يا لها من شهامة آلا يؤذي المرء أحداً

لطالما آمنت بقوة الكلمة أكثر من السلاح

وعمقي قد لا يستوعب لاجئاً آخر ] 


كانت تثيريني لمست يداكِ على صدري

تصيبني قشعريرة غريبة

ينتفض قلبي بل وحتى قلمي

حتى جعلتني أحلم بلحظات 

أقصاها مداعبة شفتاكِ ونهايتها ما بعد...بعد التمني


كنت أريد أن نبقَ

قليلا"

قليلاً إلى الأبد..


في قريتنا تنتشر اشاعة أن قلباً قد سرق

وأن فتاة من أقصى قاسيون أرسلت جندها لنهبه


رأيت شيخاً يروي لأبناء الحي أنه شاهد ذلك فجراً

ضحك الفتية ونعتوه بالجنون

من يصدق ذلك

وحدي وضعت يدي على صدري أتحسس الفراغ


ولكن أين إنت

وأين أصبح قلبي....!!


لعله المسير نحو المحبوب من أعظم ما يفعله المرء

ويشهد على ذلك بسام حجار حينما قال


[ لا تأتِ إليّ.. دعيني أحب العالم في السير بإتجاهك ]


قد تكون الخطوات ثقيلة وبعيدة

إنما كل تضحية في سبيل الحب... هي انتصار ل قداسة الانسانية


لطالما شعرت بأنني مُثقل

وكأنني أمضي إلى حتفي

 منذ ثمانون عام ولم أصل


مُثقل وكأن الوطن والحبيبة والرفاق

ضدي

وكأن الوقت والأفكار والأقدار ضدي


تعبرني هذه الأيام وهي تدهش أحلامي


قد يدفع أحدنا عمره لأجل علاقة يميزها اللين والصدق

والأكثر إرهاقاً للروح أن الشخص الصادق في الحياة يخسر دائماً في صراع الكلمات لأنه مقيد بالحقيقة بينما الكاذب يمكنه أن يقول أي شي

حقا" صدق في هذا (روبرت شيكلي)


لولا ذاك الحب

ما زحف جرحٌ في أزقة قلبي

ولا غدرت بصدقي الأيام


ولا حتى غاب ربيع عمري

ولا دفنت أحلامي تحت أريكة الأوهام


أسهو شارداً كيف كانت بداية اللقاء

لكن لحظة من الاستيعاب تستدرجني


يصحو معها جرحاً بليغاً حاولت مراراً أن أضمده

ولكن ما فائدة قطعة من القماش على جرح يأن وينزف


أتخفيه هي.... لا محال


النداء إلى الحياة

يحتاج للكثير من البدايات

وإنت خاتمة العمر

كنت مجمل النهايات

 بعدك لا حياة ولا نجاة..


لو كان رحيلي

آخر أخباري

ماذا ستفعلين إنت بما بيننا من ذكريات


أ يذكرني بحرك

حينما تجف خلجاني


أم بات ل سفينتك غيري

ربان..!!!


جاء أيلول

أذكر ذات رعشة حب

أخبرتك

أيلول يخيفني لإرتباطه بفكرة الموت

إلا أنه لا يزال يبشر بحياة جديدة


فَلِم لا أبشر بربيع بعد كل هذا


أيستحق قلبي هذا العناء...


أعلم جيداً أنني عائد من خطوة خاطئة

أحمل تعب الطريق كله معي

كنت أتحمل ظناً مني بأنك الوصول...ولكن شتان


ورغم الغياب لا أنطق الوداع

خشية أن لا يكون وداعاً لائقاً بما عشناه


حتى في هزائمي أردت نهايات مبهرة

يوجد فيها ألف آه واحتمال


ولو تأخرت أنا في المغادرة رغبة مني أن تحدث في قصتنا المعجزات

وحينما سأفقد الأمل

مغادرتي واحدة... لا عودة بعدها

طبعي صخر صوان... وهو العناد..


في جوري المقهى الذي أعمل به منذ سنوات

تسعدني أحاديث الزوار حينما يخبرني أحدهم كيف تجاوز شخصاً

أو موقفاً بعدما كانت هذه التفاصيل بثقل الجبال


للتو اسأل نفسي

بعد كل هذه السنوات

كيف سأتجاوز غراماً

قدراً

والمسافة بينا ليست خطوات... هي البعد وجمر ورماد


بالمناسبة آما زلت كاتبك المفضل.. أريد جواباً

أريد حياة..


على أنقاض الخطيئة دعوتك مرة للجنس في وضح النهار

قرأت يوماً 

الأحرار لا يولدون في العتمة

ولا تستقر نطافهم ما بين الرغبة والنفي في المجيء للحياة

من تلك الرعشة الأخيرة يولد انسان

يقبض على الحرية بأصابع جامدة غير مرتعشة

ولو لبرهة ما وُلد في العراء

لا على فراش فاخر

ولا في قصور الأمراء


تحت الشمس وما خلفها

تولد الحرية... ويأتي الشجعان

الأبطال.... العشاق والرجال... الرجال


تتجه الأنظار لهم وكأنهم السبيل الوحيد

المنقذ لوطن

حرموه حتى حقه في الحب والصلاة


على أنقاض الخطيئة

حاولت الصعود إلى الشمس حباً لا احتراقاً

متأملاً في النفس البشرية

لماذا لا نمطر

لماذا لا نحب

ونستمتع ب النسيان.




من ديوان وطن الانتظار..




Share To: