الكاتبة السودانية / زينب نورالدين تكتب خاطرة تحت عنوان "حين وحدة"
ليلة من ليالي كانون الثاني، ظلام حالك، برد قارس. سكون جامح حتى النجوم تشعر بالهذيان، وضوء البدر يكاد أن يندثر..
عقارب الساعة تشير لآوان الوحدة،لا أدري كم الوقت الآن؛ لا يهم ذلك م دمت في حلقة لا متناهية من العزلة، القلق، الاضطراب،أيام ثقيلة مرت علي قلبي كالصخر، اجتثت منه الطمأنينه، صار خاوى الوفاض، سويعات قليلة من العزلة كفيلة بأن تنز جراحي التي كادت أن تلتئم،جريح الفؤاد اداوي نزيف رصاصة الخذلان.
لا أدري كم مكثت بين هذه الجدران الأربعة، اتجاهل مضى الوقت، فكيف يمضي وما زلت في سكون الثانية الستون، احدق في سقف الغرفة، اتحسس فراشي الحريري، بجانبه طاولة عليه منبه.. وما فائدته أن كانت خلايا سمعي مصابه بالشلل، هنالك في إحدى الزوايا كرسي ومنضدة مركونة عليها بعض الدفاتر التي تعبق برائحة الحنين، وفي إدراجها اكوم رسائل قصاصية غطى التراب على رائحة الطوابع، اشيح بصيري بتوجس.. اعود لاحملق بسقف الغرفة، لا أرى سوى لون رمادي يغطي بؤبؤ عيني، لقد أصيبت خلايا بصري بالشلل أيضاً!
اري انعكاس وجهي الشاحب على المرأة، تلك الحلقات السوداء حول عيني وتساقط اهدابها، اصفرار عيني وتجعدات بشرتي ، يداهمني القلق، ينتشل ما تبقى مني ، كيف لمن كان مشرقاً كزهرة اقحوان أن تتحول لكتلة من السوداوية، ان يغزو الاكتئاب قلبه كخلية سرطانية متطفلة تغلغلت فانتشرت بسائر الجسد، فإما أن تحارب أو تستسلم ولا محالة للنجاة..
توجد الكثير مثل هذه الخلايا السرطانية في واقعنا، تتغلغل في دواخلنا، تتراكم بمرور الوقت الي أن نصل لمرحلة اللاوعي، لمرحلة لا علاج لها سوى أن تبتر ذلك الجذء المصاب
فاعتزل ما يؤذيك، قلبك أولى بالأمان ولو كان ذلك مكانك المفضل.
Post A Comment: